ليست الاجتماعات الدولية والأممية بخصوص الملف السوري هي فقط من يمكنها أن تدير دفة المركب السوري، بل إن القوى الإقليمية الرئيسية الفاعلة والمعنية بالشأن السوري، تفرض رؤيتها على الأرض أيضاً.. وخاصة عندما تكون المنطقة متداخلة جغرافياً واستراتيجياً معها.
بالتزامن مع التصعيد السياسي والعسكري للنظام، ووصول حشوده وتعزيزاته إلى حدوده مع الشمال السوري المحرر، أرسلت تركيا قافلات عسكرية ضمت دبابات ومركبات عسكرية مصفحة ومدافع وذخائر إلى نقاط مراقبتها الاثنتي عشر في إدلب وحماة لا سيما مورك، بالتوازي مع وصول تعزيزات مماثلة إلى الشريط الحدودي في كلس وهاتاي، استعداداً للرد على أي هجوم قد يستهدف النقاط، وفق ما نقلت رويترز عن مسؤول في الجيش التركي.
قادة في فصائل الثوار بالمنطقة، أكدوا أن تركيا كثّفت إرسال المساعدات العسكرية في إدلب ومحيطها، وذلك منذ فشل قمة طهران، لمساعدتهم على التصدي لهجوم متوقع أن تشنه قوات النظام وميليشاته، فيما أفاد قائد بتعهد تركيا بدعم طويل الأمد، وفق بعض المصادر.
الحرب الباردة في الشمال السوري، يزوّب جليدها بين الفينة والأخرى قصف من النظام ورد من قبل الثوار، كاستهداف الثوار في الجبهة الوطنية للتحرير، مطار حماة ومدرسة المجنزرات منطلق مروحيات النظام، ومواقع أخرى في قرية عطشان، فيما رجحت صحيفة أمريكية تأجيل العمل العسكري بسبب عدم كفاية عناصر النظام لمواجهة عشرات آلاف المقاتلين، الأمر الذي لم يخف عناصر من النظام رغبتهم به.
وضمن التصريحات السياسية التي لم تتوقف حول إدلب، دعمت قطر مجدداً على لسان وزير خارجيتها، المخطط التركي، مطالبة بالتعاون مع أنقرة لضمان حماية المدنيين، وتفادي كارثة إنسانية في إدلب، فيما دعت لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا، الفصائل إلى مغادرة المناطق السكنية لتجنيب المدنيين الهجوم، في مشهد حمل بين طياته الإشارة إلى المجرم وأداة الجريمة، مع إلقاء اللوم على غيره!.