كشف الرئيس السوري أحمد الشرع عن تفاصيل الدور الأمريكي في مساعي التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل، مشدداً على أن أي تسوية مستقبلية مرهونة بانسحاب إسرائيلي من الأراضي السورية المحتلة بعد سقوط نظام الأسد، وذلك في ظل تأكيد محللين أن المفاوضات الحالية تقتصر على إعادة المنطقة العازلة ولا تشمل الجولان المحتل.
وفي تصريحات نقلتها عنه كل من قناة فوكس نيوز وصحيفة واشنطن بوست، أوضح الرئيس الشرع أن الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط في المفاوضات التي تهدف إلى التوصل لاتفاق أمني يتضمن وقف التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية.
وشدد الشرع على أن المفاوضات المباشرة غير ممكنة حالياً بسبب استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ سورية منذ عام 1967، لكنه أشار إلى إمكانية أن تلعب الولايات المتحدة دور الوسيط مستقبلاً من خلال “اتفاقات أبراهام”، مع التأكيد أن هذا الخيار “ليس مطروحاً حالياً”.
الموقف السوري يشترط الانسحاب
لخص الكاتب والمحلل السياسي السوري أحمد مظهر سعدو، في تصريح لـ”حلب اليوم”، الوضع بأن سوريا “خارجة من ثورة على مدى 14 عاماً من القهر… لذلك ليس أمامها إلا الدخول في الحل، وهو مدخل إجباري وفق الظروف الآنية عبر التفاهم مع إسرائيل، حتى تتفرغ لبناء المؤسسات المهدمة”، مؤكدا أن المفاوضات “لن تجري الآن حول الجولان المحتل عام 1967″، بل تقتصر على “عودة المنطقة العازلة المحتلة منذ 8 ديسمبر”.
وأضاف: “أبدًا لن يكون هناك تفاوض حول الجولان المحتل؛ فلا إسرائيل جاهزة للحديث عنه، ولا الوقائع السورية قادرة على الخوض في معركة لتحريره”.
من جانبه، أشار الكاتب الصحفي والمحلل السياسي حسام نجار إلى أن الرئيس الشرع يفضل “العودة إلى اتفاق فضّ الاشتباك الموقع بين الاحتلال الإسرائيلي وسوريا عام 1974” كأفضل صيغة تضمن الاستقرار، مستبعداً الحديث عن اتفاق سلام شامل.
وأضاف نجار أن إسرائيل تسعى إلى “السقف الأعلى” من الطلبات، وتتخذ من التوغلات المتزايدة وسيلة لإجبار الحكومة السورية على “القبول بالأمر الواقع بالقوة”، مشيراً إلى أن شروط إسرائيل الأمنية والاستخباراتية والعسكرية تتضمن طلب “ممرًا جويًا دائمًا، وسيطرة عسكرية لمسافة 15 كم داخل الأراضي السورية”، وهي شروط وصفها بأنها “صعبة على أي حكومة تحقيقها”.
وخلص سعدو إلى أن ما يتم تداوله حالياً ليس “تطبيع ولا اتفاق سلام دائم وشامل، بل اتفاق أمني مؤقت لمنع إسرائيل من تعدياتها على الجغرافيا السورية”، مؤكداً أن “اتفاقات أبراهام” “غير مطروحة أبدًا” على الطاولة السورية.
وقد أكد الرئيس السوري للـ”واشنطن بوست” أن المفاوضات مع إسرائيل “صعبة لكنها مستمرة” بدعم من واشنطن وأطراف دولية أخرى، وأن البند الأساسي لأي اتفاق هو انسحاب إسرائيل من المواقع التي احتلتها بعد سقوط النظام السابق.
ووصف الولايات المتحدة بأنها “الدولة الوحيدة في العالم القادرة على وضع السلوك الإسرائيلي تحت المراقبة”، كما ربط الرئيس الشرع أي مصالحة إقليمية مع دمشق بـ “قبول مبدأ المحاسبة”.
وكان ترامب قد قال في منشور عبر منصته “تروث سوشيال”، أمس: “ناقشت مع الشرع جميع تعقيدات السلام في الشرق الأوسط، وهو من أشد دعاة السلام. أتطلع إلى اللقاء والتحدث مجددا”.






