في إطار مشاركتها بمنتدى “حوار المنامة 2025″، أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد حسن الشيباني، حرص دمشق على تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي، والسعي لأن تكون سوريا محور تعاون وانفتاح لا مركزًا للاستقطاب.
وقال الشيباني خلال كلمته في المنتدى، اليوم الأحد، إن الحكومة السورية تسعى إلى بناء علاقاتها على أسس التعاون المشترك مع جميع الأطراف، مع الالتزام بالقانون كمرجع أساسي لجميع مكونات الشعب، وبتعزيز السلم الأهلي والحفاظ على الاستقرار في البلاد. وأضاف أن سوريا، رغم التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية، لم تتخلَّ عن التزامها بالعدالة والسلم الأهلي، في ظل وجود أكثر من 250 ألف مفقود على يد النظام البائد.
وأشار الوزير إلى تنوع سوريا الثقافي والعرقي، مؤكداً أن الحكومة تمد يد التعاون إلى الحلفاء والأصدقاء في المنطقة بما يخدم مصالح الجميع ويعزز الاستقرار. وأوضح أن دمشق لا تسعى لأن تكون مركزاً للاستقطاب، بل على مسار واحد يقوم على الانفتاح والتعاون مع كافة الأطراف، موضحا أن أول جلسة لمجلس الشعب السوري الجديد ستُعقد قبل نهاية الشهر الحالي.
لقاءات ثنائية
على هامش المنتدى، التقى الشيباني مستشارة الرئيس الفرنسي، آن كلير ليجيندر، والوفد المرافق لها، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا). كما التقى الشيباني المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، في إطار تحركاته لتعزيز الشراكات الإقليمية.
وتأتي هذه اللقاءات في ظل متابعة المنتدى لمستجدات المنطقة، حيث بحث المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، مع وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والحد من التوتر عبر الحوار والتسويات الدبلوماسية.
ويُعتبر منتدى حوار المنامة، الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية البحرينية منذ 2004، من أهم الفعاليات الاستراتيجية في المنطقة، إذ يجمع سنوياً قادة ومسؤولين وخبراء في الأمن والسياسة والدفاع والطاقة لتبادل الرؤى حول التحديات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
زيارة تاريخية
من جهة أخرى، كشف الشيباني عن استعدادات دمشق لزيارة تاريخية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني المقبل، والتي قد تمثل أول زيارة لرئيس سوري منذ أكثر من سبعين عاماً، ضمن مساعي فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة، ورفع العقوبات، وتعزيز الشراكة الثنائية.
وأضاف: “نريد شراكة قوية جدا مع أمريكا، ونحاول التعامل بدبلوماسية مع استفزازت إسرائيل، لا نزحف نحو إسرائيل وإنما نحاول كف شرها عنا”.
وتعكس هذه التحركات الحكومية سعي سوريا إلى بناء مستقبل مستقر وفاعل للبلاد، مع تعزيز التعاون والشراكات الإقليمية والدولية، ما يشير إلى توجه نحو دبلوماسية انفتاحية قائمة على الحوار والتوازن في المنطقة.
وكان الشرع التقى ترامب في الـ 14 من أيار الماضي في العاصمة السعودية الرياض، خلال زيارة تاريخية أعلن فيها ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، كما جرى لقاء ثان بين الرئيسين على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.






