قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إن بلاده بدأت بتزويد سوريا بالغاز الطبيعي، في مشروع مشترك يهدف إلى إعادة إحياء البنية التحتية للطاقة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
وكشف بيرقدار في تصريحات لقناة “A haber” التركية، عن تفاصيل المشروع الذي وصفه بأنه يهدف إلى “تطبيع الحياة” في سوريا، مضيفًا أنه “يوجد في تركيا حوالي 3 ملايين سوري ومن أجل أن يتمكن هؤلاء الإخوة من العودة طوعًا إلى ديارهم، من الضروري أن تعود الحياة إلى طبيعتها هناك.
وأوضح بيرقدار أن المحادثات بدأت بعد فترة وجيزة من سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول الماضي، حيث أرسلت تركيا فريقًا تقنيًا لتقييم البنية التحتية للطاقة في سوريا.
تفاصيل المشروع والتعاون الثلاثي
أشار الوزير إلى أن فكرة المشروع تم طرحها في البداية خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تركيا في شهر آذار الماضي، حيث تم استبعاد خيار نقل الغاز المسال عبر السفن بسبب عدم جاهزية البنية التحتية السورية.
وتم الاتفاق على خطة بديلة تقوم على ربط خطوط أنابيب الغاز بين البلدين. وفي هذا السياق، قامت وزارة الدفاع التركية بعملية إزالة سريعة للألغام على الحدود، مما سمح بمد الخط وتوصيله.
ولفت بيرقدار إلى أن المشروع تحول إلى تعاون ثلاثي، بعد أن أعلنت أذربيجان، خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رغبتها في المشاركة عبر تزويد الغاز، فيما أبدى صندوق قطر للتنمية استعداده لتقديم الدعم المالي.
تدفق الغاز والفوائد المرجوة
وأفاد بيرقدار أن تدفق الغاز بدأ يوم السبت الماضي، حيث يبلغ معدل التدفق الحالي 3.4 مليون متر مكعب يوميًا، مع إمكانية زيادة السعة إلى 6 ملايين متر مكعب في المرحلة الثانية.
وأوضح الوزير أن الغاز الأذربيجاني يصل إلى تركيا ومن ثم يتم تسليمه إلى الجانب السوري عند الحدود، مؤكدًا أن المشروع ليس منحة، بل هو عملية تجارية تبيع فيها أذربيجان الغاز لسوريا، فيما تتولى تركيا مسؤولية النقل والخدمات اللوجستية، ويقدم صندوق قطر للتنمية التمويل اللازم.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا الغاز إلى تشغيل محطة كهرباء بقدرة 1200 ميجاوات، قادرة على توليد الكهرباء لنحو 5 ملايين منزل في سوريا، وتحديداً في مناطق حيوية مثل حلب.