افتتح وزير الطاقة السوري، محمد البشير، خط أنابيب الغاز الطبيعي الأذربيجاني بين تركيا وسوريا، صباح اليوم السبت، بمشاركة نظيره التركي ألب أرسلان بيرقدار ووزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف، ورئيس صندوق التنمية القطري فهد حمد السليطي.
وقال البشير إن “الحكومة ستبذل قصارى جهدها لإخراج سوريا من ظلامها”، مضيفا: “في المرحلة الأولى سنستقبل 3.4 ملايين متر مكعب، مما يزيد إنتاج الطاقة بحوالي 750 ميغاواط”.
من جانبه أكد بيرقدار، أن تصدير الكهرباء إلى سوريا يتم عبر 8 نقاط مختلفة، مضيفاً: “من المنتظر زيادة قدرة التصدير بنسبة 25% أولاً وإلى أكثر من الضعف لاحقاً”، كما أكد أن ذلك من شانه تحسين واقع الطاقة في عموم البلاد، وفي حلب خصوصا.
وقال الخبير الاقتصادي السوري، أدهم قضيماتي، لحلب اليوم، إنه يرى الموضوع “محاولة من قبل الحكومة وأصدقاء سوريا من أجل تخفيف المعاناة المتعلقة بالطاقة، وهو حل إسعافي ريثما يتم استكشاف واستخراج الطاقة محليًا، غير أنه سيحسن واقع الكهرباء وسينعكس ذلك على مختلف نواحي الحياة”.
وأكد بيرقدار أنّه “يمكن تصدير ما يصل إلى ملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى سوريا سنوياً”، موضحاً أن هذه الكمية تكفي لتلبية احتياجات الكهرباء لـ 5 ملايين أسرة.
ويشير قضيماتي إلى أن “الفائدة لن تنحصر بمحافظة حلب بل ستشمل باقي أنحاء البلاد، نتيجة تخفيف الضغط عن باقي المحافظات”، منوها بأن “المنطقة الشمالية تضم أكثر من ثلث السكان، وعودة هذه المشاريع في الشمال ضروري، وهي مرتبطة بتوفر الطاقة لتشجيع المشاريع وإعادة فتح الأبواب أمام تدفق الغاز، وهو شيء مهم وأساسي بالنسبة للمنطقة الشمالية”.
أما بالنسبة للمنطقة الصناعية في حلب، “فهي من الأساس لم تعان من انقطاعات في الكهرباء، طبعًا كان ذلك على حساب المواطن بالتأكيد، ولكنها كانت مؤمَّنة.. ومع تدفق الغاز اليوم، ستزيد التأمينات للمنطقة الصناعية دون الخوف من عمليات التقنين أو القطع المفاجئ أو حتى نقص توريد الطاقة”، وفقا لقضيماتي.
وفي إجابته على سؤال حول وجود اهتمام تركي خاص بالمنطقة الشمالية، قال الخبير الاقتصادي السوري إنه موجود بالفعل “حيث سمعنا تصريحات متلاحقة متعلقة بهذا الموضوع، ويتم إنشاء مناطق صناعية تركية ومشاريع خاصة بالأتراك في المنطقة الشمالية.. هذا الشيء يشبه السوق الحرة تقريبًا في الاقتصاد السوري، وتوليد الطاقة هو شيء أساسي لهذه المشاريع”.
وفي سياق متصل أعلن “صندوق قطر للتنمية” البدء بالمرحلة الثانية من دعم الطاقة الكهربائية، بطاقة استيعابية تبلغ 800 ميجاواط، بناءً على توجيهات أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، يوم الخميس الماضي.
وقالت السفارة القطرية في دمشق، إن ذلك يأتي في إطار التعاون بين صندوق قطر للتنمية ووزارة الطاقة السورية، و“استكمالًا لجهود دولة قطر في دعم الأشقاء في الجمهورية العربية السورية الشقيقة في قطاع الكهرباء”.
وقد بدأت المرحلة الثانية اليوم، بالتزامن مع انطلاق تدفق الغاز الأذري، ومن المقرر أن تستمر لمدة عام كامل، لدعم إمدادات الكهرباء، وذلك من أذربيجان مرورًا بتركيا وصولًا إلى سوريا، التي حيث سيزيد عمل المحطة الحرارية في حلب بما يسهم في رفع عدد ساعات تشغيل الكهرباء إلى خمس ساعات يوميًا، أي ما يعادل تحسنًا بنسبة 40% يوميًا.