انطلقت القمة العربية العادية بدورتها الرابعة والثلاثين، قبل ظهر اليوم السبت، في العاصمة العراقية بغداد، بمشاركة سورية على مستوى وزارة الخارجية، وسط اهتمام عربي واسع بالملف السوري.
وقال رئيس الوزراء العراقي الذي تستضيف بلاده القمة: “نجدد مواقفنا الثابتة الداعمة لوحدة سوريا والرافضة للاعتداء والهيمنة على أراضيها، ونثمن قرار الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا ونأمل أن يسهم في استقرار شعبها”، مؤكدًا رغبة بلاده في “بناء أفضل العلاقات مع الجارة سوريا”.
بدوره أكد أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، “الوقوف مع سوريا وحكومتها لتجاوز الوضع الصعب”، مشيدًا بقرار رفع العقوبات الأميركية عن سوريا لأنه “سيعزز قدراتها الاقتصادية”، فيما انتقد “عدوانية إسرائيل ضد فلسطين وسوريا ولبنان لأنها ستدخل المنطقة في دائرة النار”.
وشدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يشارك في القمة، على دعم سوريا والعملية الانتقالية السياسية فيها، “مع ضرورة مشاركة الجميع بغض الطرف عن الدين والعرق”، معربًا عن أمله في أن “يسهم رفع العقوبات عن سوريا في تحسين أوضاعها”.
وأكدت مسودة إعلان بغداد “احترام خيارات الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه”، حيث تضمنت ثلاثة أقسام، يتعلق الأول بقرارات القمة العربية، والثاني بالقمة التنموية، أما الثالث فضم 15 مبادرة أطلقها العراق، وفق ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”.
كما تتضمن الحرص على أمن سوريا واستقرارها اللذين ينعكسان على أمن المنطقة واستقرارها، ودعم وحدة الأراضي السورية، ورفض كل التدخلات في الشأن الداخلي، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية وانتهاك سيادتها ومحاولة تقويض وتدمير مقدراتها الوطنية.
ويؤكد متابعون أن القمة ستناقش أربعة ملفات أساسية تشمل كلًا من قطاع غزة، وتراجع النفوذ الإيراني، والأمن القومي العربي، ودعم واستقرار سوريا.
وبعد حالة من الجدل بشأن إمكانية مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة؛ توجه وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني إلى بغداد على رأس وفد سوريا، حيث استقبله رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني صباح اليوم.
وكان الشيباني، قد أكد أن الأمن السوري مشترك مع العراق، وأن التنسيق يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية وليس فقط الجانب الأمني، معرباً عن أمله بدعم العراق والدول العربية لسوريا، ورفض التدخلات الخارجية، وأضاف: “نأمل للعراق قمة عربية ناجحة، وكلنا أمل، وكلنا يقين بأن هذه القمة ستنجح في ربوع بغداد”.