باتت ظاهرة انتشار مكبات النفايات العشوائية وتراكمها من أبرز التحديات التي تواجه سكان العديد من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، حيث تشكل هذه الظاهرة تهديدًا على صحة المواطنين، وتشوه المظهر الحضاري لتلك الأحياء.
ورغم مئات الشكاوى، لا تزال الجهود لحل هذه المشكلة تواجه صعوبات كبيرة. ويتواصل سكان الأحياء الشرقية مثل الأنصاري الشرقي والسكري والكلاسة، والشعار والصاخور وجبل بدرو وطريق الباب، في مطالبة الجهات المعنية بالتحرك واتخاذ التدابير اللازمة. إذ يرى سكان تلك المناطق، أن أحياءهم تحتاج إلى مزيد من الاهتمام من قبل مجلس محافظة حلب، نظرًا للحالة التي آلت إليها.
يقول محمود إبراهيم، أحد سكان حي “جبل بدرو”: “أصبحنا نخشى على أطفالنا وعلى أنفسنا من الأمراض التي قد تسببها مكبات النفايات العشوائية المنتشرة في كل مكان، الروائح الكريهة أصبحت لا تطاق”. ويضيف إبراهيم أنه يطالب الجهات المعنية بوضع حد لهذه الظاهرة المؤذية، متسائلًا عن أسباب تقاعس الخدمات في بعض أحياء حلب الشرقية التي عانت كثيرًا وأنهكت من حرب نظام الأسد البائد.
ويطالب السكان مؤسسة النظافة العاملة حاليا في المدينة بالتدخل العاجل، لترحيل النفايات من هذه الأحياء وتوفير حاويات جديدة، وتركيب حاويات أرضية.
وفي حديثه عن أسباب هذه الظاهرة، قال مصطفى الشاعر، مسؤول مكتب شركة النظافة العاملة في المدينة (شركة E-Clean): “تعود أسباب انتشار مكبات النفايات العشوائية إلى عوامل عدة، منها الإهمال الذي كان سائدًا في مؤسسة النظافة السابقة التابعة للنظام البائد، بالإضافة إلى الدمار الكبير في تلك الأحياء، والذي أثر على القدرة على ترحيل النفايات بشكل منظم، إلى جانب نقص الآليات واليد العاملة اللازمة”.
وأوضح الشاعر أن الشركة تعمل على تفعيل جهودها لتدارك هذه المشكلة من خلال استقطاب المزيد من اليد العاملة والآليات الضرورية، مشيرًا إلى أن الشركة ستنشر قريبًا مئة حاوية جديدة في الأحياء الشرقية، بالإضافة إلى طلب للحصول على مئة حاوية أخرى.
وتعد الأحياء الشرقية في حلب من أكثر الأحياء كثافة سكانية في المدينة، حيث تشهد منذ تحرير حلب عودة متزايدة للسكان. هذه الأحياء التي سبق وأن تعرضت لحصار وقصف عنيف من قبل نظام الأسد البائد بين عامي 2012 و2016، قبل أن تعيد قوات الأسد البائد بدعم من الطيران الروسي والميليشيات الإيرانية، السيطرة عليها مرة أخرى في كانون الأول 2016، بعد أن هجرت معظم أهلها إلى الشمال السوري.
ويواصل سكان الأحياء الشرقية مطالباتهم بتحسين ظروف حياتهم من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية التي غابت لسنوات بسبب تهميش النظام البائد لتلك المناطق.