أطلقت منظمة “أطباء بلا حدود” مشروعها الجديد في سوريا، بهدف دعم وعلاج الناجيات والناجين من سوء المعاملة، ممن تعرضوا للاعتقال والانتهاك أيام النظام البائد.
وقالت المنظمة إن الكثير من الناجين يعانون من إصابات جسدية وصدمات نفسية وحالات صحية مزمنة بسبب سنوات الانتهاك والتعذيب والإهمال الممنهج، أيام النظام البائد، و”استجابةً للاحتياجات الطبية والنفسية الهائلة، أطلقت فرقنا برنامجًا للناجيات والناجين من سوء المعاملة في سوريا”.
وكان البرنامج قد انطلق “بنسخته التجريبية” في مشروع أطباء بلا حدود القائم في محافظة إدلب، ثم افتتحت المنظمة عيادة متخصصة في دمشق داخل مستشفى المجتهد، ثم أطلقت البرنامج في كفر بطنا في الغوطة الشرقية، والتي يأتي منها معظم مرضاها، حيث “لطالما عُرفت المنطقة بمعارضتها للحكومة السابقة، وقد عانت من الحصار والقصف الشديد”.
وبحسب المنظمة فإن البرنامج “يوفر استشارات طبية عامة وإحالات إلى مرافق الرعاية الصحية المتخصصة والرعاية الصحية من الدرجة الثالثة، والدعم النفسي والاجتماعي، وخدمات العمل الاجتماعي التي تربط المرضى بالمساعدات غير الطبية من خلال المنظمات والجمعيات المحلية التي تقدم الدعم خارج نطاق خدمات أطباء بلا حدود”.
وقالت المستشارة الطبية لمشروع أطباء بلا حدود في دمشق، لورا غوارديولا: “تحمل الاعتقالات في سوريا تداعيات مؤرقة على الصحة النفسية. فالاعتقال تحت ظروف لا يمكن للعقل تصورها – من سوء المعاملة التي ترقى إلى التعذيب الجسدي والنفسي – يخلّف جروحًا عميقة ودائمة بين المعتقلين والسجناء السابقين، وهي جروح تتطلب وقتًا ودعمًا ورعاية كي تبدأ بالتعافي”.
وتقول المنظمة إنها تعمل كذلك على الوصول إلى المزيد من النساء، “ذلك أن مريضاتنا النساء يشكّلن قلة قليلة وهو أمر مؤرق، كما أن عدد الأطفال الذين يطلبون الاستشفاء أقل حتى من أعداد النساء، علمًا أنّ نسبة الاستشارات مع النساء خلال أول شهرين من أنشطة العيادة في دمشق كان أدنى من 15 في المئة، حيث نجت العديد من المعتقلات من العنف الجنسي خلال اعتقالهن، ما قد يمنعهن من طلب المساعدة خوفًا من وصمة العار”.
ويقول القائمون على البرنامج، إن الناس لا يزالون يعيشون في نفس البلد، رغم تغير الوضع، ويتذكرون تجاربهم المروعة خلال حياتهم اليومية، ما يجعل إعادة اندماجهم في المجتمع أكثر صعوبة، فقد يفكر بعضهم بالانتقام أو بردود أفعال غير مبررة، بينما تبقى مشاعر الكره أو الحقد مصدر إزعاج في داخلهم.
يذكر أن الفريق يتابع 113 مريضًا ضمن برنامج الناجيات والناجين من سوء المعاملة الذي تديره أطباء بلا حدود في عيادتها وفي مشروعين آخرين حيث تقدم الخدمات ذاتها.