م. مطيع البطين – عضو في المجلس الإسلامي السوري
هذه نتائج عشرة لتدخل ما يُعرَف ب”حزب الله” في سوريا، أذكرها للتاريخ ولكلٍ طالبٍ للحقيقة بعيداً عن التجاذبات والمعارك الطاحنة في الفضاء المفتوح.
1_ قُتِل من خيرة كوادر الحزب وأكثرهم خبرة وتدريبا آلاف المقاتلين، ولو كان هؤلاء موجودين اليوم لغيّروا المعادلة في مواجهة الكيان المحتل، فهل تبين خطر تدخل الحزب في سوريا؟
2_اشترك في قَتل عشرات الآلاف من الشباب السوريين الثّائرين ضد النظام، ولو لم يتدخل الحزب، ولم يقتل هؤلاء الشباب لكانوا اليوم له جبهة إسناد ودعم وحاضنة، فهل تبين حجم الخسارة الهائل بسبب السلوك الطائفي الإجرامي للحزب؟
3_ انتشرت كوادر الحزب على مساحات واسعة في سوريا، واستقطب موالين عن طريق الدعم المالي، فتحول هؤلاء إلى تجار حروب، وشكّلوا نخراً عميقاً في جسمه يبيعون لمن يدفع ثمناً أكثر، فباعوه، وصاروا سوساً ينخرون جسده، وكانت النتيجة اصطياد كبار قادة الحزب بمنتهى الدقة والسهولة.
4_ شكّلت خطابات زعيم الحزب قناعات لدى أتباعه أن ساحة المعركة الأولى هي في سوريا؛ مما أسهم في تخفيف حدّة العداء تجاه الكيان المحتل، فهل تبين كيف خذل الحزب ذاته وأتباعه، وأضعف فيهم روح مواجهة الكيان المحتل؟
5_ بسبب تمدد الحزب الواسع في سوريا احتاج إلى دعم مالي كبير، لم تقدمه له إيران، فلجأ إلى المخدرات زراعة وصناعة وتجارة وترويجاً بأوسع الأشكال، مما أنتج أجيالاً تائهة مريضة خطيرة على الأمة كلها، وهل هنالك ما هو أكبر من هذه الخدمة للكيان المحتل؟
6_شارك الحزب في تهجير وتفريغ سوريا من الملايين من أبنائها، مما لا تستطيع أن تقوم به دولة الاحتلال، حتى لو ضربت سوريا بالقنابل النووية.
7_رفع الحزب شعارات طائفية تحريضية منادياً بالثأر للحسين وللسيدة زينب رضي الله تعالى عنهما، مما أجّج النَّفَس الطائفي القاتل إلى أبعد حد، وأوقع أبناء المنطقة في معارك ضمن الفضاءات الميدانية والافتراضية وأشغلهم في حروب طالما عمل أبناء الأمة نخباً وعلماء ومفكرين لأجل تجنبها وإبعاد خطرها، وهل هنالك تمهيد للمحتل أكبر من هذا التمهيد الكارثي الذي يضمن له ما يريد عن طريق استمرار الصراع الطائفي في المنطقة.
8_ شارك الحزب في حصار العديد من المدن والمناطق في سوريا، تلك التي استقبلت النازحين من حاضنته عام 2006، ومات كثير من أهل تلك المناطق بسبب الحصار الجائر، مما انعكس اليوم موقفاً واضحاً لدى أبناء سوريا يرفض استقبال النازحين الذين جرّبهم وأكرمهم ثم غدروا به أفظع الغدر.
9_ أسهم الحزب في وصول ثلاث جهات إلى حالة كارثية:
الأولى فلسطين من خلال ضرب حاضنتها المحيطة التي تُشكّل لها سنداً ومدداً وظهيراً، الثانية سوريا من خلال إضعافها وتدمير طاقات أبنائها إلى أبعد حد، الثالثة الحزب ذاته مِن خلال تبديد قدراته وتعرضه للاختراق الواسع كما بدا اليوم هذا واضحاً للجميع.
10_ أسهم الحزب إلى حدٍّ بعيد في إعادة رسم خارطة المنطقة بما يناسب مصلحة الكيان المحتل والدول الداعمة له، وذلك من خلال اشتراكه بشكل واسع في عملية التغيير الديموغرافي، ومن خلال تغذية الطائفية بين أبناء المنطقة، وكذلك من خلال إعطاء الكيان المبررات لمزيد من التوسع والتمدد تحت ذريعة محاربة خطر الحزب والميليشيات التابعة لإيران التي تبين اليوم لكل ذي عينين أنها لم تكن حتى نموراً مِن ورق، بل كانت مجموعات صُنِعَتْ لأداء وظيفة محددة زماناً ومكاناً، وقد قامت بذلك على أتم وجه، وأسهمت حتّى في رسم نهايتها.