دعا وزير الدفاع الإيراني الجديد عزيز نصير زاده، ونظيره السوري علي محمود عباس، باتصال هاتفي، إلى توسيع التعاون الثنائي بين إيران وسلطة الأسد في المجال العسكري.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” إن وزير الدفاع الإيراني نصير زاده أكد على دعم إيران إرساء الأمن واحترام وحدة الأراضي السورية، مشدداً على “الحاجة إلى تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين لتعزيز الروابط بين البلدين”.
من جانبه، هنأ علي عباس وزير الدفاع في حكومة الأسد نصير زادة على تعيينه وزيراً للدفاع في الحكومة الإيرانية الجديدة مؤكداً تطلّع سلطة الأسد إلى استمرار العلاقات مع إيران.
وأشار عباس إلى جهود إيران وكافة الدول الأعضاء في محور المقاومة تجاه سوريا وأمن سوريا، وقال: “نحن معكم وعلى نفس الجبهة التي تضمن أمن البلدين، لأن الإخوة في محور المقاومة على متن قارب واحد، وهم يقاتلون ضد الاحتلال الذي ارتكب العديد من الجرائم ضد الإنسانية في غزة وسوريا واليمن”.
مغفلاً جرائم الأسد بحق الشعب السوري وجرائم النظام الإيراني بحق الشعب الإيراني الذي يتظاهر من أكثر من عام ونصف ضد السياسات الإيرانية الخارجية والداخلية.
الباحث في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي قال لموقع حلب اليوم “إن إيران لن تتخلى عن المكتسبات التي حققتها في سوريا، والتي كلفتها حسب زعمها قرابة الستين مليار دولار، والتي تعتبرها ديون على نظام الأسد، العاجز عن سدادها بشكل مباشر، ما دفعه لتسديد تلك الديون على شكل تمليك إيران عقارات وأملاك أخرى في معظم المحافظات السورية، بالإضافة إلى امتيازات سهلت سيطرتها على بعض أنواع الثروة الباطنية كالنفط والغاز الواقع في مناطق سيطرة الأسد”
وأضاف النعيمي “إيران لن تقبل بتلك المكتسبات فقط، وإنما تحاول توسيع نطاق هذه المكتسبات من خلال بناء الشراكة إما بشكل مباشر مع النظام أو حتى مع حلفائه، وهنا أتحدث عن روسيا على سبيل المثال إضافةً الى ميليشيا حزب الله اللبناني”.
وبيّن النعيمي أن هدف إيران الاستراتيجي الرئيسي والأهم، هو تأمين الطريق الواصلة بين طهران وبيروت مروراً ببغداد ودمشق، والاستمرار في السيطرة عليه يعتبر من أهم ما حققته إيران هناك، مؤكداً على ضعف سلطة الأسد أمام الموقف الإيراني المسيطر على مفاصل كثيرة فيها.
وتطمح سلطة الأسد إلى استمرار دعم الفصائل الموالية لإيران على الجبهات، وما تشكله من عصاً غليظةً يستخدمها الأسد في جميع الأوقات وضد كل المعارضين له، وأيضاً شكلت وما زالت حتى الآن تشكل رأس السهم في الدفاع عن سلطة الأسد، وفي هذا الجانب يقول الباحث مصطفى النعيمي ” وجود الميليشيات الإيرانية في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا، كان له دور كبير في عمليه توجيه المسيرات والتدريب على المسيرات وصولاً إلى الاستهداف المباشر لفصائل المعارضة السورية، وفي الغالب تتم الضربات عبر المسيرات أحاديه الاتجاه كمصدر هي إيرانية وان كان المنفذ أسدياً أو من الميليشيات الولائية، وأمام هذا المشهد أعتقد بأن إيران اليوم هي تقوم بالدفاع عن النظام السوري، والنظام السوري مستفيد كثيراً من حيث تجميد المعارك في المنطقة، وبقاء قوه صلبه هناك تخدم بقاء النظام السوري حتى وإن كان بشكل صوري وضعيف”.
وأضاف النعيمي أن “أهم النقاط الاستراتيجية التي تود إيران أن تتموضع فيها، هي باتجاه المنطقة الجنوبية من سوريا بدءاً من درعا وصولاً إلى القنيطرة، ومنها إلى ريف دمشق لتكمل الهلال البري مع البحري والجوي، بحيث تسيطر على طرق الملاحة البرية والبحرية والجوية”
وتستمر إيران باستنزاف المقدرات والثروات السورية من خلال الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية والسياسية، التي وقعتها سلطة الأسد مع طهران، وما خلفته من تغلغل إيران أكثر في المجتمع السوري.