سجلت أسواق الخضار في الشمال السوري نقصا واضحا لهذا العام، في عدة أصناف، وذلك بسبب عوامل أبرزها تقلبات الطقس وموجات الحر التي ضربت المنطقة، خلال الفصل الحالي.
ومع اقتراب الصيف من نهايته، لا يزال السوق يعاني ارتفاعا في أسعار عدة اصناف، كان من المفترض أن تكون متوافرة بشكل أكبر وبأسعار أقل، فيما اعتاد السوريون الاعتماد عليها في غذائهم.
ويقول مراسل حلب اليوم، في إدلب، إن سعر كيلو البندورة لم ينخفض دون 12 ليرة (الجيدة) منذ نحو شهر، فيما يتوفر الخيار بسعر 5 – 7 ليرات، ولكن بجودة منخفضة، حيث لوحظت رداءة إنتاج هذا الصنف للعام الحالي.
كما أن القتة (العجور) متوفرة ولكن بسعر مرتفع يتراوح بين 10 – 15 ليرة تركية، والحال نفسه للبطيخ الأصفر، فيما لا تزال الفاصولياء شبه مفقودة من الأسواق.
وفي كل من أعزاز وعفرين بريف حلب الشمالي، يؤكد المراسلان أن الأسعار وأوضاع الخضار لا تختلف كثيرا، حيث يقول المزارعون والتجار إن العوامل المؤدية لهذا الوضع واحدة.
وتسجل معظم أنواع الخضار ارتفاعا كبيرا لهذا الصيف، باستثناء الباذنجان، والبطيخ الأحمد الذي اانخفض سعره خلال الأيام الماضية فقط، بعد ارتفاع طال أسابيعا.
يقول أبو “محمد .ش” وهو تاجر خضرة من أعزاز، إن موجات الحر المتلاحقة، أضرت بمختلف الأصناف، ومن أبرزها الخيار والبندورة المحصولان الأساسيان سنويا خلال هذه الأيام.
ويشير إلى أن استيراد البندورة المصرية، ولو بشكل محدود، أسهم في توافر المادة بالسوق، كذلك الأمر بالنسبة لرب البندورة المصرية، حيث تصل للأسواق المحلية بجودة عالية وسعر مناسب.
يؤكد الفلاح الستيني، مصطفى حماد، من ريف إدلب الغربي، أن الطقس له دور حاسم في مشاكل الإنتاج الزراعي، لكنه يشير أيضا لمشكلة أخرى تتعلق بجودة الأدوية المستخدمة في مكافحة الأمراض والآفات الزراعية.
وقد أوضح أن الأدوية الجيدة هي إما مفقودة، أو غالية الثمن، حيث تسيطر الأصناف التركية والصينية على الأسواق، ويعد وجود السويدية والفرنسية على سبيل المثال نادرا.
وتبقى الأسواق في انتظار موسم جديد لبعض الأصناف، حيث توجد دورتان زراعيتان لعدد منها، ولربما يتم إنتاج كميات جيدة من الفاصولياء خلال التشرينين القادمين، وفقا لأبي محمد.
كما تركت موجات الحر أثرا سلبيا على أسعا الفروج التي ارتفعت أيضا بشكل كبير، خلال الصيف، حيث يتجاوز سعر الصدر، على سبيل المثال، 100 ليرة تركية لليوم الواحد، وهو رقم ربما يفوق يومية العامل.
يأتي ذلك فيما تعاني المنطقة ارتفاعا في الأسعار، وفي معدلات الفقر، مما يزيد من الضغط المعيشي على سكان الشمال الغربي، الذين باتوا أمام تحديات كبيرة من اجل تأمين أبسط مقومات المعيشة اليومية.
ويعاني 75% من الشبان في المنطقة حالةً صعبةً من البطالة، وفقا لآخر تقديرات فريق منسقي استجابة سوريا، التي نشرها منذ أيام، كما تصل البطالة في صفوف الإناث إلى 93%، وذلك بالنسبة للسكان المحليين.
أما بالنسبة للمهجرين فترتفع نسب البطالة لتشمل نحو 90% من الشبان، و97% من الإناث، مع العلم بأن الكثير من الأعمال مؤقتة وغير مستقرة.