شهدت سوريا عدة هزات أرضية متوسطة الشدة، خلال الأيام الأخيرة، حيث كان مركزها وسط البلاد، وامتد تأثيرها لكافة دول الجوار، مما جدّد المخاوف من إمكانية تكرار كارثة شباط التي وقعت في كهرمان مرعش جنوبي تركيا، عام 2023.
ورغم كون الفالق الذي وقعت عنده الهزات الأخيرة – مركزها قرب سلمية شرقي حماة – منفصلا عن الفالق المولد لزلزال شباط، إلا أن تحليلات عدة أثارت مخاوف الأهالي، وحذّرت من “حدث أكبر” متوقع.
وفي إجابته على ذلك، قال أحمد يوسف، الخبير السوري في شؤون الطقس والزلازل، لحلب اليوم، إنه “لا خوف من هذه الهزات”، رغم أنه يتوقع هزات قوية في المنطقة الممتدة بين اللاذقية و قبرص خلال الأيام القادمة، أي أن “الضغوط انتقلت إلى قوس اللاذقية – قبرص”.
وحول تفسيره لما جرى من هزات أرضية وسط البلاد، قال إن جبال القلمون الشرقية وجبال تدمر الجنوبية والشمالية مع جبال البلعاس وجبال السلمية وسط وشرقي البلاد، تقع على صدوع حزام الطي التدمري التي تعبر وسط سوريا نحو الشمال الشرقي، أي أنها تتفرع عن فالق البحر الميت من منطقة سرغايا باتجاه تدمر وشرق حماة وشمال شرق ريف دمشق.
وأوضح أن هذه الصدوع تعتبر كبيرة ولها صدوع ثانويه تنتشر في منطقة حماه وحمص، كما أن حزام الطي التدمري يُعرف عبر التاريخ بأنه يفرغ هزات متوسطة الشدة ضمن نطاق s5.
وكان مدير الرصد الزلزالي التابع لسلطة الأسد في سوريا، رائد أحمد، قد قال أمس الجمعة، إن الهزات التي تشهدها البلاد حالياً تعد ارتدادية ولا تمثل خطراً كبيراً في الوقت الراهن، منوها بأن الهزة التي حدثت ظهر أمس شرق حماة بقوة 4.9 على مقياس ريختر هي “استمرار للهزة السابقة بقوة 5.3”.
واعتبر أن أي هزات أرضية لن تتطور إلى زلزال قوي في الوقت الحالي، إلا إذا “حدث زلزال أكبر من 5 درجات، فستتم إعادة تقييم الوضع”.
من جانبه قال يوسف إن شدة الضغوط وسط سوريا، انتجت هزات متوسطة الشدة ضمن عمق سحيق وضحل، ولكنها قد تكون مُحرضة لهزات أخرى.
هل هناك ما يدعو للقلق؟
اختلفت التوقعات بين من يقول إن ما شهدته المنطقة من هزات أرضية، هو مؤشر لحدث أكبر ومن يقول إنها تفريغ جزئي للطاقة يُبعد الزلازل الكبيرة، مع العلم بأن كل الخبراء يجمعون على استحالة التنبؤ بالمستقبل في هذا المجال.
ويؤكد العلماء أن الهزات الأخيرة وسط سوريا منفصلة عن زلزال كهرمان مرعش جنوب تركيا، ولكن تبقى هناك روابط وتأثيرات متبادلة بين الصفائح والصدوع المختلفة.
ويوضح يوسف أن الطاقة تتجه إلى حمص والحولة وجبال الساحل والساحل مع ضغوط متحرضة جنوب شرق إدلب، وأن أي هزات وسط سوريا ستعرض فالق الحولة – مصياف – الغاب للضغوط وتفريغ الطاقة عبر هزات مختلفة الشدة أو القوة.
وحول ما إذا كانت هذه الهزات تُسهم في تفريغ الطاقة على مراحل، وتفادي وقوع زلزال كبير، قال الخبير السوري، إن تلك الطاقة وسط سوريا لا يمكن أن تفرغ عبر هزات ضمن s6 و s7، لأن الصدوع في حزام الطي عبارة عن تفريغ سريع الوقت خالٍ من النبض الزلزالي.
كما أن هناك فرقا بين الانزلاق والتصادم وتفريغ الضغوط، منوها بأن ما يحدث وسط البلاد هو تفريغ للضغوط ولا خوف من هذه الهزات، لأن الخوف كان من جنوب تركيا ومنها ( عنتاب ومرعش والعثمانية وأنطاكيا).
يُذكر أن الهزات الحالية تأتي بسبب الطاقة المتراكمة في الفوالق نتيجة زلزال فبراير والضغوط على الحدود الصفائحية بين الأناضولية والإفريقية والعربية، وفقا للخبراء.