ياسر علاوي
12 عاما، وبشار الأسد يذهب للمفاوضات دون جدوى. هل فعل الأسد هذا عمدا؟أم أنها استراتيجية ليبقى على كرسيه فقط؟ في خلاصة القول، نبحث في خلفيات القصة لنصل إلى حقيقة الحدث، كيف ومتى ستنتهي مفاوضاته الماراثونية؟ وماذا بعد جنيف والقاهرة وأستانا؟وعمان؟
تعددت المؤتمرات والاجتماعات الدولية بهدف إحلال السلام في سوريا، خاصة مع اشتداد حرب الأسد على الشعب السوري المطالب بحريته من استبداد استمر عقودا. بدأه حافظ الأسد وورثه ابنه الذي قتل السوريين، ودمر سوريا وهجر أهلها.
منذ عام 2012، يحاول المجتمع الدولي إيجاد حل للمأساة السورية من خلال تقريب وجهات النظر. وأيضا تطبيق القرارات الدولية حتى إصدار مجلس الأمن القرار 2254 في 18-12-2015م، وهو مشروع أمريكي لقرار نص على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك ممثلي المعارضة وسلطة الأسد للمشاركة على وجه السرعة في مفاوضات رسمية. بشأن مسار الانتقال السياسي، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية دائمة للأزمة السورية أساسها بيان جنيف، وبيانات فيينا الخاصة بسوريا، لتبدأ سلسلة من تسع جولات لم تفضي إلى نتيجة حتى الآن، ولأن القرار 2254 كان مشروعا أمريكيا، عملت روسيا على صياغة مسار آخر مواز له، فكان مؤتمر سوتشي على جولتين، ثم تحول إلى مؤتمر أستانا، فكانت أولى جلساته في كانون الثاني عام 2017، وتكون من 21 جلسة، ضمت كلها ممثلين عن المعارضة وسلطة الأسد، إضافة إلى روسيا وتركيا وإيران.
المعارضة السورية تحاول جر سلطة الأسد إلى المفاوضات في وقت يضرب الأسد بالقرارات الدولية عرض الحائط، متجاهلا كل قرارات مجلس الأمن وقرار مجلس الأمن 2254 على وجه الخصوص.
ومماطلا في كل اللقاءات التي جمعته مع ممثلي المعارضة، فيما يرى معارضون آخرون أن التفاوض دون وجود قوة حقيقية على الأرض تمثل الشعب السوري المطالب بحريته، لن تجدي نفعا.
طارق الكردي عضو هيئة التفاوض السورية
“يجب الاستمرار في الإصرار على جلب النظام من خلال الضغط على حلفائه، جلبه إلى طاولة المفاوضات حتى نكتب دستورا جديدا لسوريا حتى نؤمن الانتقال السياسي الديمقراطي، كما تحدثنا، ولا سبيل لدينا إلا الدخول في مفاوضات، ولكن على أن تكون هذه المفاوضات حقيقية ومفاوضات جدية ينطلق فيها كل الاطراف من خلفية المصلحة الوطنية العليا للشعب السوري”.
الصحفي السوري أحمد كامل
“المفاوضات لوحدها غير مجدية، يجب أن تترافق المفاوضات مع قوة، مع ضغط على الطرف الآخر، أما أن تقول بأن عدوك سوف يسلم لك ويعطيك حقوقك بالمفاوضات، فهذه مجرد أوهام، ولا تثمر أي شيء. يجب أن…. أنا مع المفاوضات ولكن يجب أن تترافق المفاوضات مع قوة، بكل أساليب القوة المشروعة، بكل أساليب القوة المشروعة، أكرر حتى يكون الأمر واضحا.
يجب أن تتفاوض مع عدوك، مع خصمك، ولكن أن لا تعلق كل أمالك على المفاوضات، يجب أن يكون معك شيء آخر مع المفاوضات، أما أن تتفاوض مجرد مفاوضات في صراع غير متوازن، بدون قوة، بدون دعم للمفاوضات، فهذا التضييع للوقت لم تحقق المفاوضات مع هذا النظام المتوحش، أي شيء صفر مطلق، ولا مشاهدة المعتقلين، ولن تحقق، ولن تحقق الظروف الحالية، نحن نتفاوض مع وحوش لا يمتون بصلة للإنسانية”.
ياسر علاوي
إذا، بلا قوة، لا يمكن التقدم بالمفاوضات في وقت تقف إلى جانب سلطة الأسد، قوتان لا يستهان بهما، قوة دولية تتمثل في روسيا وأخرى إقليمية تتمثل في إيران.
وما يتبع لهما من ميليشيات، استطاع الأسد من خلالهما استعادة أجزاء واسعة من الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الحر سابقا في فترة ما، وخسرتها فصائل، بعد أن تأطرت بأطر المعارضة والمفاوضات والحلول الدولية غير المكتملة. وحين أصبح الأسد بموقف أقوى من معارضيه، استخدم المفاوضات لإلهاء السوريين اللاهثين وراء الحلول السياسية بلا أدوات ضغط. وهنا أصبح يماطل أكثر، ويتهرب بطريقة أو بأخرى من الجلوس على طاولة المفاوضات.
طارق الكردي عضو هيئة التفاوض السورية
“هلق كل هذه البيانات والقرارات الدولية نصت على. أو. أو يعني أكدت على بدء مفاوضات حقيقية بين الأطراف السورية، طبعا نحن نعلم جميعا بأن نظام الأسد وحلفائه منذ اليوم الأول في الثورة السورية اختاروا الحل العسكري ورفضوا الحل السياسي، ولكن قوى الثورة والمعارضة بكافة تكويناتها وألوانها وأطيافها، أيضا كانت متمسكة بالحل السياسي لأننا مؤمنون حقا، وخيارنا الإستراتيجي هو إيجاد حل سياسي في سوريا”.
الصحفي السوري أحمد كامل
“النظام لم يخض مفاوضات حقيقية ولا مرة واحدة، لا يوجد مفاوضات ولا يوجد نية، مفاوضات حقيقية، لا يوجد سقف للمفاوضات، شخص زمني، إنه المفاوضات الحقيقية مع بعض وبتقول له معاك ست أشهر لتصل لحل، وإلا بفرض عليك حل، هادا غير موجود، إنه في سقف للمفاوضات، سقف بالموضوع. إنه هذه المفاوضات لأجل الإنسحاب أو لأجل تغيير النظام لأجل انتقال سياسي، يعني كمان غير موجود. حقيقة لم نعرف المفاوضات مطلقا، ولا مرة واحدة”.
ياسر علاوي
أهم ما أفضت إليه هذه المفاوضات لم تحضره المعارضة، ولم يحضره ممثلو الأسد، اتفاق خفض التصعيد بين روسيا وتركيا.
وجرى تنفيذه شمال سوريا، حيث توقفت العمليات القتالية المباشرة بين قوات المعارضة وقوات الأسد، إلا أن قصف الأسد بالمدفعية والطائرات والصواريخ لمدن وقرى وبلدات منطقة خفض التصعيد بين ظفرين ما زال مستمرا حتى اليوم.
الاتفاق الثاني كان بين روسيا والولايات المتحدة بعد اجتماع ترامب ببوتين، توصلا حينها إلى ما سمي اتفاق الجنوب. أطلق يد روسيا هناك كضامن للأمن مع استمرار وجود قوات الأسد ومؤسساته في محافظة درعا.
طارق الكردي عضو هيئة التفاوض السورية
“خلونا ننطلق من نقطة كتير هامة، إنه نحن لدينا القرار 2254 والقرار وفي 2018 وقبلهما بيان جنيف للعملية السياسية، وإيجاد حل في سوريا، أنا لا أعتقد أن القياس هو قياس موضوعي على عدد جولات المفاوضات من حيث العدد، لأ، هي الحقيقة يجب أن تقاس من حيث الإنجاز.
ماذا حققت هذه المفاوضات إلى الآن؟ المفاوضات السياسية التي عقدت تسع جولات ومفاوضات اللجنة الدستورية التي عقدت ثمان جولات هي محصلتها صفرية لأن النظام وحلفائه كما تحدثنا يرفضون أن تتقدم هذه العملية؟
الصحفي السوري أحمد كامل
“لم تحقق المفاوضات مع النظام أي نتيجة.صفر مطلق، صفر مطلق، وأنا كنت حاضر في إحدى الجولات الجولة الثالثة أو الرابعة، يعني أسبوعين مفاوضات يعني سنة مفاوضات، وكان الطلب الوحيد المطروح فيها. أن يسمح النظام بأن تدخل جهة أي جهة أمم متحدة، جامعة عربية، منظمة حقوقية، أي جهة في الدنيا، أن ترى المعتقلين السوريين، ليس إطلاق سراحهم، أن تراهم فقط، ولم يوافق النظام ولا الأمم المتحدة عملت شيء، ولا الدول الراعية عملت شيء، الدول الراعية في جنيف، هن الولايات المتحدة الأمريكية، و آروسيا والأمم المتحدة”.
ياسر علاوي
خلاصة القول، المعارضة تريد جر سلطة الأسد رغما عنه، إلى المفاوضات دون أدوات ضغط، ودون أن تكون صاحبة الكلمة العليا من طرفها، والأسد يبقى وفيا لنهجه، كما قال بشار الجعفري، كان يجب أن تحصل مجزرة قبل كل اجتماع، وهو مستمر بارتكاب المجازر.
وتنفيذ ما تطلبه إيران وروسيا في كل اجتماع للتفاوض.
فيما تبقى، أصوات الأكثرية من السوريين تؤكد عدم جدوى هذه المفاوضات، وأن الحل يجب أن يكون على أكثر من مسار، بمقدمتها السياسية والقوة، طيب الله أوقاته.
لمشاهدة الحلقة المرئية يمكنك الضغط على الرابط أدناه: