لا يزال الإنترتت مقطوعا بشكل شبه كامل في ريفي حلب الشمالي والشرقي، عقب أيام قليلة من اندلاع احتجاجات شعبية، وسط حالة من الهدوء الحذر.
ووقعت تلك الاحتجاجات جراء تظافر جملة من الظروف التي اجتمعت لتخلق مزاجا شعبيا رافضا لسياسات أنقرة؛ من إعلانها رغبتها في المصالحة مع سلطة الأسد، إلى نيتها إعادة فتح معبر أبو الزندين الواصل مع مناطق سيطرة السلطة، فضلا عن توسع حملات ترحيل السوريين اللاجئين.
وحدثت بعض الاحتجاجات الشعبية على نطاق ضيق، يوم السبت الماضي، لكن أحداث قيصري التي استهدفت اللاجئين السوريين في تركيا، أدت لتوسع دائرة الاحتجاجات في الشمال السوري، يوم الأحد، كنوع من رد الفعل، واندلاع سلسلة من الأحداث العنيفة.
ومنذ ذلك اليوم بدأت خدمة الإنترنت في ريف حلب تتعرض للضعف أو الانقطاع في عدة مناطق، خاصة الملتهبة منها، كما تم تقييد الوصول لبعض شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب مراسلي حلب اليوم في المنطقة.
وتم قطع الإنترنت بشكل شبه كامل، يوم الاثنين، في ريفي حلب الشمالي والشرقي، إضافة لقطعه بشكل كامل في كل من الباب وأعزاز ومارع وجرابلس وبعض مناطق عفرين فيما يعمل ضمن مناطق أخرى بشكل سيء جدا.
أما في محافظة إدلب وما يتصل بها من ريف حلب الغربي، ضمن المنطقة الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، فقد بقيت خدمة الإنترنت مستقرة دون انقطاعات تذكر، مع العلم بأن المنطقة لم تشهد أي اضطرابات.
آثار سلبية
أدى انقطاع الشبكة العنكبوتية إلى انقطاع الكهرباء عن عدد من أهالي مدينة أعزاز، وذلك بسبب توقف “سيستم الكهرباء” الذي يعمل على الإنترنت.
كما أثر استمرار انقطاع الخدمة سلبا على طلاب الجامعات، حيث يحاول الشبان والفتيات التواصل مع أهاليهم بالمدن الأخرى من خلال التقاط إشارة للإنترنت بعد منتصف الليل قرب ساحة فيوتشر وسط مدينة أعزاز.
ولا تزال الشبكات متوقفة عن العمل حتى لحظة تحرير الخبر، باستثناء شبكات turkcell و telecom و elux والتي تعمل بشكل متقطّع.
الوضع الأمني
لا يزال الوضع الأمني مستقرا مع انتشار عناصر من الجبهة الشامية التابعة للجيش الوطني حول المؤسسات العامة، التي لم تزل متوقفة عن تقديم معظم خدماتها باستثناء الخدمات الأساسية كالخبز والنظافة والكهرباء والصحة.
ولا تزال مراكز ptt أيضا مغلقة منذ يوم الإثنين، حيث عادت جميع الكوادر التركية العاملة في المنطقة إلى تركيا.
ومع إعادة افتتاح معبر باب الهوى شمال إدلب، لا يزال معبر باب السلامة مغلقا أما الراغبين في الذهاب إلى تركيا، ولا معلومات حول موعد عودته للعمل حتى الآن.
أما في عفرين التي شهدت أكثر الأحداث عنفا، فقد أطلقت الشرطة العسكرية، أمس، سراح القيادي في الجيش الوطني ميسرة حجازي المنحدر من بلدة منّغ، بعد اعتقال لعدة ساعات، وذلك من أجل إجباره على تسليم شقيقه الذي ظهر في مقطع مصور أمام إحدى العربات التركية ووضع رجله عليها أثناء الاحتجاجات الغاضبة ضد الاعتداءات العنصرية على السوريين.
ونوه مراسلنا بأن إطلاق حجازي جاء بعد تدخل من وجهاء ومعنيين في المنطقة بغية تهدئة الأوضاع، فيما لا تزال المدينة في حالة هدوء عقب الأحداث الدامية التي خلّفت خمسة قتلى وأكثر من أربعين جريحا في صدام مسلح مع الأمن التركي داخل المدينة.
وكانت قد تردّدت أنباء عن نية الشرطة العسكرية في عفرين مدعومة ببعض فصائل الجيش الوطني شن حملة اعتقالات بحق مطلوبين ظهروا بمقاطع فيديو مسيئة للعلم التركي أثناء الاحتجاجات، وقال مروجو تلك الأنباء إن الشرطة ستعتقل “المحرضين على العنف”، لكن الشرطة العسكرية نفت ذلك بشكل غير رسمي.