خاص – حلب اليوم
أكد الشارع المدني المتمثل بقرى وبلدات ريف حمص الشمالي وقوفه وراء الخطوات التي وصفها الأهالي بـ”الإيجابية” التي يقوم بها أبناء مدينة تلبيسة وقرى السعن والفرحانية والوساطة؛ عبر نشر نقاط حراسة من أبناء تلك المناطق على أوتوستراد حمص – حماة بهدف حمايته من عمليات السلب والخطف.
مراسل “حلب اليوم” في حمص قال: إن شبان مدينة تلبيسة أكدوا استمرارهم في عملية حماية المنشآت العامة والخاصة بعيدًا عن أي تواجد لعناصر قوات سلطة الأسد في المنطقة والمفارز الأمنية، وذلك من خلال نشر ست نقاط حراسة بدءاً من حاجز ملوك جنوب مدينة تلبيسة وصولًا إلى قرية الفرحانية التي تتوسط المسافة ما بين مدينة تلبيسة والرستن بريف حمص الشمالي.
ونقل مراسلنا عن أحد عناصر الحراسة تأكيده دعم الأهالي لما يقومون به من دوريات وحراسة ليلية، الأمر الذي قد يساهم بشكل ملحوظ في توقف عمليات السرقة والسلب والخطف على حد سواء بحق المدنيين بعدما كانت ظاهرة الخطف تجري بشكل شبه يومي ضمن المنطقة التي تمت حراستها.
وأضاف العنصر أن جميع الشبان المشاركين في عملية الحراسة هم أشخاص متطوعون لا تربطهم أي صلة بأي جهة كانت إلا أن غيرتهم على سمعة المدينة التي باتت في الحضيض بعدما تغنوا بها على مدار أعوام الثورة التي عاشتها المدينة “سابقًا” بمناهضة سلطة الأسد دفعتهم للتكاتف مجددًا بوجه عصابات الخطف والسرقة التي عاثت فسادًا في ظل عدم وجود أي رادع أخلاقي أو ديني أو أمني، على حد سواء.
وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية إلى أن الشارع المدني ومن خلفه الشبان الذين طالبوا باجتثاث عصابات الخطف جددوا تحذيرهم لأي مجموعة أو فرد تسول له نفسه اعتراض السيارات العابرة لأوتوستراد حمص – حماة ومحاولة سلب البضائع أو السيارات أو الأشخاص ما سيعرضه للاستهداف المباشر من قبل عناصر الحراسة المنتشرين على الطريق الدولي.
ويوم الأحد الماضي، أعلن العشرات من أبناء مدينة تلبيسة، في بيان لهم، عن بدء ملاحقة عصابات الخطف والسلب وتجار المخدرات المدعومين من ميليشيا حزب الله والأفرع الأمنية.
ماذا تضمن البيان؟
جاء في البيان أن عمليات الخطف والسلب والاعتداء قد ازدادت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى تعطيل أحوال الناس وأعمالهم، وإلحاق سمعة سيئة بأبناء المدينة.
كما ذكر أن أبناء تلبيسة كانوا في السابق مضرباً للمثل في الرجولة والنخوة وإغاثة الملهوف، لكنهم أصبحوا الآن يُنظر إليهم كعصابات تقتل وتسلب وتخطف.
وأضاف البيان أنه بعد سلسلة من الحوادث، آخرها قتل شاب على أيدي المعتدين، وبعد تهديد جاد تم توجيهه إلى أهالي المدينة إثر الاعتداء على الطريق الدولي، اجتمع عدد من أبناء تلبيسة وقرروا اتخاذ إجراءات صارمة.
وتشمل تلك الإجراءات ملاحقة أي شخص يقوم بالسطو على الطريق الدولي، والتعامل مع أي شخص يحتفظ بمخطوف ولم يبادر إلى تسليمه للوجهاء خلال 24 ساعة، و مع أي شخص يحتفظ بسيارة مسلوبة ولم يبادر بتسليمها، والتعامل مع أي شخص يعتدي على الممتلكات العامة والخاصة.
وبحسب مراسلنا فقد لاقى البيان وقتها ترحيباً لافتاً من جميع العائلات التي دفعت بأبنائها للمشاركة في الجهود المبذولة، ما أدى إلى نشر حواجز على أوتوستراد حمص – حماة لحمايته من عصابات الخطف المدعومة من رؤساء الأفرع الأمنية وحزب الله اللبناني.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي أن الخطوة التي اتخذها شباب مدينة تلبيسة جاءت دون أي تواجد لعناصر المفارز الأمنية، التي اكتفت بمراقبة التطورات في البداية.
وأضاف المصدر أن عشرات من أهالي المدينة شاركوا في الخطوة التي تم الإعلان عنها أمس، حيث تم نشر حواجز على مداخل المدينة وبين الأحياء لمنع أي عملية سرقة أو سطو على الممتلكات العامة أو الخاصة.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة تلبيسة عانت خلال العامين الماضيين من اتساع رقعة عمل العصابات المدعومة من حزب الله، في الوقت الذي رفضت فيه الأجهزة الأمنية ملاحقتهم، رغم المناشدات المتكررة من قبل الأهالي.