أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن لدى بلاده جملة من المطالب التي تريدها من سلطة الأسد، قبل إطلاق الحوار معها، واستئناف مساعي التطبيع التي تعثرت قبل أن تبدأ.
وقال فيدان إن تركيا تريد من سلطة الأسد أن تقيّم حالة الهدوء الحالية بحكمة، وتحافظ على عدم وجود الاشتباكات، وأن تحلّ المشاكل الدستورية، وتحقّق السلام مع معارضيها، وتعيد اللاجئين.
جاء ذلك خلال لقاء أجرته قناة “خبر تورك” التركية يوم أمس الاثنين مع الوزير فيدان، والذي تطرق إلى إمكانية استئناف مساعي الحوار بين تركيا وسلطة الأسد بوساطة عراقية.
ولم يعلّق الوزير التركي على أنباء متداولة حول عقد لقاء مع سلطة الأسد في قاعدة حميميم، الأسبوع الماضي، أو أنباء حول الاتفاق على عقد لقاء مقبل، فيما أوضح أن سلطة الأسد لم تحقق أيا من المطالب التركية للقاء.
واعتبر فيدان أن “أهم شيء حققته تركيا وروسيا في الشأن السوري هو وقف القتال بين سلطة الأسد والمعارضة”، وأن “الحرب بينهما لن تستمر بعد الآن”.
وقال وزير الخارجية التركي: “ما نريده، هو أن تقيّم سلطة الأسد هذه الفترة من حالة عدم الصراع، هذه الفترة من الهدوء بعقلانية، وأن تستغل كل هذه السنوات كفرصة لحل مشاكلها الدستورية، وتحقيق السلام مع معارضيها، وإعادة الملايين من السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا من جديد إلى بلدهم، ليعيدوا بناء بلادهم وينعشوا اقتصادها”.
واستدرك: “إلا أننا من هنا لا نرى أن سلطة الأسد تستفيد من ذلك بما فيه الكفاية”.
وقال “نعتقد أن سوريا، إذا اندمجت حكومتها ومعارضتها، فستكون طرفا مهما في الحرب ضد إرهاب حزب العمال الكردستاني”.
وفيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أكد فيدان أن “ما يهم تركيا هو أن يطور الحلف موقفا في الحرب ضد الإرهاب بطريقة تتفهم مخاوف تركيا وتستوعبها”.
وكانت صحيفة الوطن الموالية، قد نفت وجود اجتماعات حتى الآن مع الجانب التركي، مؤكدة أن سلطة الأسد ترفض تحقيق مطالب أنقرة، كما تشترط الانسحاب من شمال سوريا لإطلاق الحوار.
وقبل ذلك نفت تركيا أيضا إمكانية التوصل لتفاهم مع سلطة الأسد، دون تحقيق الشروط التي وضعتها، مؤكدة أنه لا يزال من غير الممكن التطيع معها.
وقال ممثل تركيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي السفير فاروق قايمقجي، خلال مؤتمر بروكسل الثامن حول سوريا، إن بلاده على استعداد لدعم كافة الجهود الرامية لحل أزمة سوريا على أساس سلامة ووحدة أراضيها، ولكن “لا يمكن الحديث عن مصالحة وطنية في سوريا” حتى الآن.
وأرجع قايمقجي السبب إلى انتشار ملايين اللاجئين السوريين في جميع أنحاء العالم وداخل سوريا، مؤكدا أن الوضع غير قابل للاستمرار على النحو الراهن، وفقا لما نقلته وسائل إعلام محلية.
وأضاف الدبلوماسي التركي أن الأسباب الجذرية للأزمة تتعمق يوميا والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية تتدهور بمعدل يُنذر بالخطر، مشددا على ضرورة الوصول إلى حل شامل.
ورآى قايمقجي أن هذا الحل يتكون من 4 عناصر هي: “مكافحة الإرهاب وتنشيط العملية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 وتهيئة الظروف لعودة السوريين الطوعية والآمنة والكريمة إلى بلادهم واستمرار المساعدات الإنسانية دون عوائق”.