تحدثت الحكومة في الأردن عن تزايد كبير في عدد السكان، بسبب وجود اللاجئين السوريين، حيث يسجلون أعلى معدل إنجاب بين سائر الجنسيات في البلاد.
وقالت دائرة الأحوال المدنية والجوازات في الحكومة إن عدد السكان في البلاد تضاعف بشكل كبير خلال عقدين من الزمن، حيث جرى تسجيل حوالي 2.7 مليون مولود في البلاد خلال السنوات 2010-2022.
وبحسب ما نقلته وكالة عمون، فإن الأحوال المدنية أرجعت هذه الزيادة إلى وجود اللاجئين السوريين الذين وصلوا في السنوات الأخيرة، موضحةً أنهم يشكلون 43% من إجمالي عدد غير الأردنيين.
وأصدرت دائرة الأحوال المدنية والجوازات الأردنية تقريرا مفصلا بمناسبة اليوم الدولي للاجئين، الذي حددته الأمم المتحدة، “لتسليط الضوء على شجاعة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم هرباً من الصراعات أو الاضطهاد”.
وتحدث التقرير عن تأثير ديموغرافي للاجئين في الأردن، وقال إن اللاجئين أسهموا في تضاعف السكان في العقدين الأخيرين، حيث “أضاف لجوء السوريين في العقد الثاني من هذا القرن أعباءً ديموغرافيةً واجتماعية واقتصادية وبيئيةً وأمنية ومعلوماتية واضحة للعيان فوق الأعباء الجسيمة المترتبة على إعالة نسبة عالية من صغار السن الأردنيين وغير الأردنيين الموجودين أصلاً” على حد تعبير البيان.
وأضاف أن الزيادة السكانية في البلاد تحصل عادة وبصورة أساسية بازديادٍ في عدد الأطفال الذين يولدون كل عام، “لكن العقد الأخير كان استثنائياً، إذ ازداد عدد السكان بأربعة ملايين بين سنتي التعدادين السكانيين الأخيرين (2004، 2015) أي في 11 سنة، وبمعدل نمو سنوي مرتفع وغير مسبوق مقدراه 4.9%”.
وبلغ عدد من يحمل الجنسية السورية في البلاد، وفق التعداد الأخير للسكان والمساكن، 1.27 مليون نسمة، بينما ساهم الإنجاب أيضاً في الزيادة السكانية السريعة.
وسُجل لدى دائرة الأحوال المدنية والجوازات نحو 2.7 مليون مولود خلال السنوات 2010-2022، بمتوسط مليون مولود كل خمس سنوات، وبصورة عامة، أُضيف أكثر من 6 ملايين نسمة إلى سكان الأردن في فترة زمنية لا تتجاوز عقدين زمنيين وهي السنوات الواقعة بين 2004-2023، مما يعني أن “عدد السكان قد تضاعف في عقدين منذ عام 2004”.
وبحسب المصدر نفسه، فقد ارتفعت نسبتهم خلال هذه السنوات أيضاً من حوالي 8% إلى 31%، وبمعدل نمو سنوي غير مسبوق مقداره 18%، مرد معظمه للجوء السوري في السنوات الأربع السابقة للتعداد الأخير لعام 2015 ، إذ يشكل السوريون 43% من أجمالي عدد غير الأردنيين، يليهم المصريون (21.8%)، ثم الفلسطينيون (21.7%) والعراقييون (4.5%)، وبقية الجنسيات الأخرى (نحو 9%).
ورغم توقف لجوء السوريين إلى الأردن وعودة أعداد قليلة لا تذكر منهم إلى سوريا، إلا أن هذا لا يعني تناقص أعدادهم وأعداد غيرهم من المقيمين حالياً في البلاد، بل إن أعدادهم في تزايد مستمر بسبب ارتفاع مستويات الانجاب بينهم وارتفاع نسب المتزوجين منهم.
وتبقى معدلات الإنجاب بين السوريين أعلى بكثير مما هي عليه بين الأردنيين، وفقا لنتائج مسح السكان والصحة الأسرية لعام 2023، الذي أكد أن معدل الإنجاب المكتمل للمرأة السورية (في الفئة 40-49 سنة) يبلغ 4.5 طفل مقابل 3.7 طفل للمرأة الأردنية.