تواصل إسرائيل استهداف قادة حزب الله اللبناني ذراع إيران الطولى في المنطقة، في وقت تظهر فيه محدودية قدرته على الرد والاكتفاء بإطلاق صواريخ قرب الحدود الجنوبية للبنان، وبيانات الوعيد والتهديد على شاشة قناته “المنار” والحسابات الخاصة به على وسائل التواصل الاجتماعي.
وإلى حد الآن يكتفي حزب الله برد محدود وملتزم بأجندة إيران التي لا تريد توسيع دائرة الحرب بأي شكل من الأشكال، فيكفي أن تقف عند التضحية بحركة حماس من دون الامتداد إلى لبنان وسوريا، لما لهذا الخيار من مخاطر وتداعيات على مكاسبها في المنطقة.
وأعلن الحزب ليل الثلاثاء مقتل أربعة من عناصره، من بينهم طالب عبد الله القائد العسكري بالحزب، وهو القيادي الأرفع الذي يقتل منذ بداية التصعيد على حدود لبنان الجنوبية، قبل أكثر من ثمانية أشهر مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
فمن هو طالب عبد الله؟
طالب سامي عبد الله وشهرته أبو طالب، كما يشتهر أيضا بلقب “الحاج أبو طالب”، ويبلغ من العمر 55 عاما.
اغتالته إسرائيل (في وقت متأخر من مساء الثلاثاء – صباح الأربعاء) مع ثلاثة آخرين من قيادات الحزب، عبر غارة جوية نفذها الطيران الحربي على منزل في قرية “جويا” بالقرب من مدينة صور جنوب لبنان.
ذكرت مصادر لبنانية أن الغارة الإسرائيلية استهدفت اجتماعا مهماً، عقده عبد الله مع محمد صبرا، وسليم صوفان، وحسين محمد حميد، في عملية توضح الخرق الأمني في صفوفه.
ولد أبو طالب عام 1969، في قرية “عدشيت” في قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية جنوبي لبنان، وهو قائد ما يسمى وحدة النصر المسؤولة عن المنطقة الممتدة من بنت جبيل حتى مزارع شبعا، وهو مسؤول وحدة المسيرات والصواريخ بالحزب وفق وسائل إعلام لبنانية مقربة منه.
كان أبو طالب ضمن قادة الصف الأول في حزب الله، إلى جانب وسام حسن طويل القيادي الآخر الذي اغتالته إسرائيل في كانون الثاني الماضي.
ونشرت مواقع لبنانية صورة جمعت أبو طالب مع القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة مطلع عام 2020 في بغداد.
ويقع حزب الله بين رحى الضربات الإسرائيلية وحاضنته في لبنان وسوريا والعراق، وقد خسر العشرات من قياداته في الهجمات الإسرائيلية، بينما يبقى متمسكاً بشكل كبير بالأجندة التي تفرضها إيران وما تحققه من مكاسب بتسيير الجماعات التابعة لها في العراق ولبنان وسوريا.