ذكرت صحيفة “يني شفق” أن المؤرخ الموريشيوسي “أسعد بهغلة” قال: إن العرب أول من اكتشف جزيرة “موريشيوس” في القرن العاشر حيث كانت تستخدم كمحطة لتزويد سفنهم بالمياه، أو تخزين البضائع قبل الإبحار لأي مكان آخر .
وكان العرب قد عرفوا جزيرة “موريشيوس” أثناء تجارتهم مع أفريقيا ومدغشقر في العصور الوسطى ولكنهم لم يجدوا ما يغريهم بالبقاء في هذه الجزر الاستوائية غير المأهولة بالسكان.
وأكد بهغلة بأن العرب أول من اكتشفوا “موريشيوس” حيث كان اسمها الأول “دنيا العروبة”، وقدم معلومات عن الشخصيات والأحداث التاريخية الهامة في الجزيرة حيث كان “غازي سوبدار” أول إمام مسجد في عهد الحكم الفرنسي، وقد كان قيادي في إرساء أسس الإسلام، وكان ابنه “نجور الدين غازي” على اتصال وثيق مع الإمبراطورية العثمانية حتى سبعينيات القرن التاسع عشر.
وأشار بهغلة أيضًا عبر صحيفة “ليكسبرس” إلى وجود أدلة أثرية تدعم نظريته، مثل العملات المعدنية العربية التي تم العثور عليها في الجزيرة بالإضافة إلى ذلك، تشير الأسماء العربية لبعض الأماكن في موريشيوس، مثل “تامارين” و”ريفيير نوار”، إلى التأثير العربي المبكر على الجزيرة.
وشهدت الجزيرة بعد هجرة العرب منها فترات استعمارية هولندية وفرنسية ولاحقا بريطانية، إضافة إلى تنوع سكانها حيث كانت تضم 50%من الهندوس، و29%من المسيحيين، و20%من المسلمين، و1%من الصينيين.
ولفت بهغلة إلى أن أول الأوربيين الذين اكتشفوا موريشيوس عام 1507 لكنهم لم يتمكنوا من البقاء في الجزيرة لفترة طويلة، إضافة إلى أن الهولنديين أيضا كانوا يستخدمون أشجار الأبنوس في الجزيرة لبناء السفن من عام 1598 إلى عام 1710 وقد هاجروا من الجزيرة بسبب استيلاء الفئران عليها وانتشار مرض الكوليرا.
موريشيوس هي من الجزر الواقعة في المحيط الهندي من ناحية الجنوب الغربي وتعتبر أكبر تلك الجزر التي تبعد عن جزيرة مدغشقر بحوالي 800 كيلومتر من ناحية الشرق.
لم تكن مأهولة بالسكان حتى فتحها العرب المسلمون في العصور الوسطى، ومن بعدهم سكنها البرتغاليون، ولاحقًا تنازع عليها البريطانيون والفرنسيون لما لها من أهمية تجارية.
ومع ذلك، لا يزال موضوع نقاش الجزيرة بين المؤرخين يدعي البعض منهم أن البحارة البرتغاليين كانوا أول من اكتشفها في القرن السادس عشر، بينما يجادل آخرون بأن التجار الصينيين أو الماليزيين ربما اكتشفوها في وقت سابق.
بغض النظر عن من اكتشف موريشيوس أولا، فمن الواضح أن العرب لعبوا دورا مهما في تاريخ الجزيرة المبكر، كانت موريشيوس بمثابة محطة توقف مهمة للتجار العرب الذين يتنقلون بين الشرق الأوسط والشرق الأقصى، وقد تركوا بصماتهم الدائمة على ثقافة وتاريخ الجزيرة.