أجرت الحكومة الائتلافية تعديلات جديدة في قانون الجنسية الألمانية، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ، بعد نحو شهر من اليوم، وسط جدال داخل الأوساط السياسية بالبلاد.
ويتم اعتماد تلك التعديلات، اعتبارًا من 27 حزيران المقبل، وتتضمن تغييرات في القانون المعمول به حاليًا؛ منها تخفيض سنوات الإقامة للمتقدمين على الجنسية الألمانية من 8 سنوات إلى 5 سنوات من خلال الاندماج الناجح إضافة إلى تعديلات حول تخلي الراغبين بالجنسية عن جنسياتهم السابقة، وفقا لوكالة د ب أ الألمانية للأنباء.
وقرر ائتلاف إشارات المرور الحاكم إصلاح قانون الجنسية، الذي يعتبر مثيرا للجدل، بينما تتزايد الهجرة إلى ألمانيا.
ورسخ الائتلاف خطته لإصلاح قانون الجنسية الألماني في اتفاقه الائتلافي في نهاية عام 2021، ومع ذلك، “عندما أصبح التنفيذ أكثر واقعية، تلقت الحكومة أيضًا الكثير من الانتقادات لخطتها”، لأن مشروع القانون لم ينص فقط على تحديث قانون الجنسية، بل لتسهيل عملية التجنيس أيضاً.
وتحدث السياسي في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي يواكيم هيرمان عن “بيع” الجنسية الألمانية، في حين دافعت وزيرة الداخلية نانسي فيزر عن خطتها بقولها: “لا نستطيع أن نحقق رخاء الغد بقواعد الأمس”.
ماذا يعني التجنس؟
يحدث التجنس عندما يحصل الأشخاص الذين لديهم تاريخ هجرة على الجنسية، ويتم بعد ذلك إصدار وثائق هوية للشخص المعني من جمهورية ألمانيا الاتحادية، بالإضافة إلى ذلك، فإنه يتمتع فعليًا بنفس الحقوق التي يتمتع بها الشخص المولود في ألمانيا، ويشمل ذلك، على سبيل المثال، حق التصويت، وفقا للوكالة.
وهناك على سبيل المثال إمكانية التجنيس للعمال المهرة من الخارج، و بشكل عام فإن الحد الأدنى لسن التجنس في ألمانيا هو 16 سنة، وقبل ذلك، يمكن تجنيس الأطفال مع والديهم في ظل شروط محددة، فالأطفال المولودون في ألمانيا والذين ك يعيش آباؤهم هناك يحصلون تلقائيًا على الجنسية.
وحول “إعانة المواطنين” فسوف تنطبق هذه المبادئ التوجيهية الجديدة الآن على إعانة البطالة.
وحول مدة الإقامة، ففي السابق، كان على أي شخص يرغب في الحصول على الجنسية الألمانية أن يعيش في ألمانيا لمدة ثماني سنوات على الأقل.. وهذا يتعلق بالإقامة المشروعة، ولذلك فإنه يحتاج إلى تصريح إقامة أو تصريح تسوية أو بطاقة زرقاء.
وكان الاستثناء الوحيد لمواطني الاتحاد الأوروبي، ولم يكن التسامح، على سبيل المثال، مع طالبي اللجوء المرفوضين كافيا، ومع ذلك، أصبح من الممكن تقصير فترة الإقامة التي تبلغ ثماني سنوات، إذا تم إكمال دورة الاندماج بالكامل.
وسيتم تقليل الحد الأدنى لمدة الإقامة إلى سبع سنوات، وبالنسبة لخدمات الاندماج الخاصة (مثل التدريب أو الدراسة الكاملة في ألمانيا) إلى ست سنوات.
الكفاءة اللغوية
إن ما يسمى بـ “المستوى B1” “كان وسيظل بالغ الأهمية”، ويصف هذا الحد الأدنى من المعرفة باللغة الألمانية اللازمة للتجنس، ومع ذلك، فإن الطريقة التي يتم بها الحصول على هذه يمكن أن تختلف، فقد تغطي شهادة التخرج من المدرسة باللغة الألمانية المستوى B1 بالفعل.
وإذا تم إكمال دورات اللغة في مكان آخر وتم الحصول على شهادات اللغة، فيجب فحصها رسميًا، وأي شخص لا يستطيع إثبات ذلك يجب عليه إجراء اختبار اللغة للمهاجرين.
ويتم استبعاد الأشخاص ذوي الإعاقة أو الأمراض التي تجعل تعلم اللغة الألمانية مستحيلاً، وبالإضافة إلى ذلك، هناك حد أقصى للعمر يبلغ 65 عامًا، ومن هذا العمر فصاعدًا، لا يلزم إجراء اختبار اللغة.
ومع القانون الجديد، ينبغي أيضًا القضاء على ما يسمى بجيل العمال الضيوف، ويشمل ذلك العمال الضيوف والعمال المتعاقدين الذين دخلوا جمهورية ألمانيا الاتحادية حتى عام 1974 أو جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة حتى عام 1990، ومع ذلك، يبلغ عمر هذا الجيل في الغالب 65 عامًا أو أكثر.
سبل العيش
يجب أيضًا الحفاظ على المبدأ: أي شخص يريد أن يصبح متجنسًا يجب (أن يكون قادرًا) على إعالة نفسه، ومع ذلك، فإن مقدار المال الذي يتعين عليك كسبه في النهاية لتلبية هذا المطلب يختلف غالبًا.
وعلى سبيل المثال، يعتمد ذلك على عدد الأشخاص الذين يعيشون في أي مكان وفي أي ظروف معيشية، وعدد الأشخاص الذين يتعين عليهم العيش على الدخل وما إذا كان هناك أشخاص عاملون آخرون في الأسرة.
ويعتبر الحصول على الضمان الأساسي أو إعانة المواطن أو ما شابه ذلك عائقاً، إلا إذا كانت هناك أسباب صحية دائمة وخطيرة.
التنازل عن الجنسية السابقة
بالنسبة للعديد من المهاجرين، ارتبط التجنس مؤخرًا بعقبة شخصية للغاية،وينبغي الآن إلغاء هذا الأمر أو تخفيفه.. حتى الآن، كان من الشائع أن يكون التجنس مصحوبًا بالتخلي عن الجنسية السابقة.
وتم إعفاء مواطني دول الاتحاد الأوروبي الأخرى والدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك سويسرا، ولكن أيضًا أفغانستان وإيران والمغرب، من هذا.
في المستقبل، لا ينبغي أن تقتصر الجنسية المزدوجة على عدد قليل من البلدان فحسب، بل يجب أن تصبح ممكنة في حد ذاتها من خلال إلغاء “مبدأ تجنب الجنسية المتعددة” بعد 26 يونيو 2024.
ومن الجانب الألماني، يمكنك أيضًا قبول جنسية أجنبية أخرى دون الحاجة إلى التخلي عن جواز سفرك الألماني. ومع ذلك، يعتمد الأمر بعد ذلك على المعايير التي تتطلبها الدولة المعنية للحصول على الجنسية وما إذا كانت تسمح بالجنسية المزدوجة.
