التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في العاصمة الفرنسية باريس وفدًا إسرائيليًا، بوساطة أمريكية، بهدف مناقشة عدة ملفات تخص المنطقة الجنوبية من سوريا.
وقالت وكالة “سانا” الرسمية للأنباء، إن النقاشات التي دارت أمس الثلاثاء، تركزت حول خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي، والتوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاق 1974.
وحول رؤيته لذلك اللقاء، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، لموقع حلب اليوم، إنه يأتي في إطار “وقف التعديات الإسرائيلية على الواقع السوري والكف عن اللعب بورقة الأقليات ومنع المزيد من التشظي في الجغرافيا السورية”، مستبعدا أن تكون الظروف والأجواء مهيأة لاتفاق سلام أو الولوج في عملية تطبيع مع إسرائيل.
وتجري هذه النقاشات بوساطة أمريكية، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، وفقا لسانا.
وكان الشيباني قد التقى في العاصمة الأردنية عمان في 12 آب الجاري، نظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية إلى سوريا توماس باراك، وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين الأطراف الثلاثة بما يخدم استقرار سوريا وسيادتها وأمنها الإقليمي.
كما جرى الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل سورية – أردنية – أمريكية، لدعم جهود الحكومة السورية في تعزيز وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، والعمل على إيجاد حل شامل للأزمة.
ويرى سعدو أنه “في ظل حالة الانتفاج الكبرى التي تعيشها إسرائيل بعد حربها على قطاع غزة وجنوب لبنان ثم على إيران يمكن أن تكون هذه اللقاءات مقدمة ليس أكثر من أجل توافقات أمنية متعلقة ومرتبطة بالمنطقة العازلة التي دخلتها إسرائيل بعد ٨ ديسمبر الفائت”.
ومضى بالقول: “من ضمن حيثيات المسألة، بكل تأكيد، الضغوط الأميركية وكذلك الرعاية التركية والأذرية علاوة على ما تفعله إسرائيل في الواقع السوري من خراب على جميع المستويات”.
وكانت العديد من التقارير الإعلامية قد تحدثت فيما سبق عن لقاءات مباشرة وغير مباشرة لمسؤولين سوريين مع إسرائيليين، لكن الحكومة نفت ذلك، فيما يُعتبر هذا الإعلان الرسمي الأول من نوعه حول انعقاد لقاء من هذا النوع.
وتحث الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، دمشق، على التوصل لتفاهمات مع الاحتلال الإسرائيلي بما يحقق الاستقرار بالمنطقة، كجزء من تطبيع العلاقات مع واشنطن، لكن سوريا تطالب في المقابل بوقف الانتهاكات ووقف التدخل في الشؤون الداخلية، والعودة لاتفاق 1974.