خاص – حلب اليوم
قالت مراسلة “حلب اليوم” في السويداء، إن سلطة الأسد تواصل إرسال تعزيزات عسكرية إلى مركز المحافظة لليوم الخامس على التوالي، مؤلفة من سيارات محمّلة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة ومضادات الطيران بالإضافة إلى حافلات مبيت تضم مئات العناصر.
وأوضحت أن التعزيزات مصدرها مقرات الفيلق الخامس في العاصمة السورية “دمشق”، مشيرةً إلى أن هذه التعزيزات توزعت داخل مبنى المخابرات الجوية والأمن العسكري ومطار خلخلة العسكري بالسويداء، دون الإفصاح عن ماهية هذه التعزيزات أو سبب استقدامها.
وتزامنت الحملة وفقاً لمراسلتنا مع تصريحات من جهات شبه رسمية من إعلام سلطة الأسد تؤكد أن جيش سلطة الأسد تعتزم شن حملة عسكرية في السويداء لإعادة فرض السيطرة وإلقاء القبض على الخارجين عن القانون، بحسب تعبيرهم.
ورجح ناشطون في المحافظة، أن تكون هذه التعزيزات لإيقاف الحراك السلمي في السويداء وإعادة سيطرة الأفرع الأمنية للحفاظ على طريق تهريب المخدرات عبر الحدود الجنوبية للمحافظة مع الأردن، بالإضافة إلى اعتقال شخصيات معارضة لسلطة الأسد منهم ناشطين سياسيين وصحفيين وحقوقيين، ولاسيما بعد تعرض هذه الشخصيات لحملة تشهير على مواقع التواصل الاجتماعي وتهديدهم بشكل واضح من قبل أذرع سلطة الأسد الإعلامية.
بدوره، أصدر المكتب الإعلامي التابع لرئاسة الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ “حكمت الهجري”، بياناً أكّد فيه على سلمية التظاهرات الشعبية في المحافظة، محذّراً سلطة الأسد وأجهزتها الأمنية من أي تصعيد أو تخريب قد يحصل في المحافظة، محملاً المسؤولية الكاملة عن أي نتائج سلبية أو مؤذية قد تترتب عن أي “حماقة” لمن لم يقرأ التاريخ ولم يستوعب مواعظه، في إشارة منه إلى أن تاريخ السويداء معروف للجميع.
وفي السياق، أعلنت العديد من الفصائل المحلية في السويداء على مواقع التواصل الاجتماعي، رفع الجاهزية لكافة المقاتلين استعداداً لأيّة مواجهة عسكرية قد تحصل.
ومع استمرار الحراك السلمي في محافظة السويداء منذ ما يقارب التسعة أشهر، حاولت سلطة الأسد بشتى الطرق جر المحافظة إلى الاقتتال العسكري من خلال إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين أمام صالة 7 نيسان والتي راح ضحيتها الشاب “جواد الباروكي” في مطلع العام الحالي، إلا أن المتظاهرين أكدوا على سلمية التظاهرات في محاولة لإفشال مساعي سلطة الأسد بإدخال المحافظة في اقتتال عسكري.
كيف تعاملت سلطة الأسد مع أهالي السويداء خلال فترة الانتفاضة الشعبية؟
وعملت سلطة الأسد منذ بداية الانتفاضة الشعبية في محافظة السويداء على بث الإشاعات من خلال أذرعها الإعلامية غير الرسمية كالتلويح بورقة تنظيم الدولة أو التهديد بحصول عمليات اغتيال أو تصفية شخصيات بارزة في المعارضة.
كما ونفذت سلسلة اعتقالات بحق معارضي الرأي وطلاب الجامعات، كان آخرها اعتقال الطالب الجامعي “داني عبيد” في شباط الماضي، الذي قبضت عليه الأجهزة الأمنية من داخل مبنى السكن الجامعي في اللاذقية بتهمة (النيل من هيبة الدولة)، بحسب ما ذكرت عائلة الشاب، وبالرغم من مساعي العائلة بمتابعة قضية ولدهم بشكل قانوني، إلا أن سلطة الأسد لم تستجب لهم، الأمر الذي دفع المجموعات المحلية بنصب حواجز تفتيش واحتجاز ضباط من قوات الأسد من بينهم عقيد في فرع الهجرة والجوازات وقائد فوج وعنصر آخر، رداً على احتجاز “عبيد” في حين تدخلت وساطات للإفراج عن الضباط مقابل إطلاق سراح الشاب.