دعت الحكومة اللبنانية اللاجئين السوريين المقيمين في إحدى مناطق قضاء جبيّل – أحد أبرز معاقل حزب القوات اللبنانية – شمال لبنان إلى الرحيل منها، بحجة مخالفتهم للشروط القانونية.
يأتي ذلك بعد توترات سادت المنطقة عقب مقتل باسكال سليمان مسؤول حزب القوات اللبنانية في قضاء البترون بمنطقة الجبيل، حيث اتهم الجيش اللبناني “عصابة سورية” بخطفه وقتله، ما أثار مجدداً التحريض ضد اللاجئين السوريين.
وقالت المديرية العامة لأمن الدولة في لبنان إنها أبلغت لاجئين سوريين بضرورة إخلاء المنازل والأماكن التي يشغلونها بمنطقتي كفيفان وكوبّا في قضاء البترون بحجة عدم “استيفاء شروط النزوح و السكن بصورة قانونية”، وفقا لموقع النشرة.
كما دعت إلى إخلاء اللاجئين السوريين القاطنين بمنطقة بساتين العصي، وقالت إنه جرى إبلاغهم بضرورة الإخلاء منذ فترة لافتةً إلى أنها ستتابع بهذه الاجراءات بحق السوريين “حتى خواتيمها”.
وذكرت المديرية العامة لأمن الدولة، أنّ قرارها جاء “بعد استفحال الإشكالات الأمنيّة من قبل نازحين سوريّين في بعض المناطق في الشّمال”، مضيفة أن دوريّات من أمن الدولة بتنفيذ القرار الصادر عن محافظ الشّمال.
وادعت أن ذلك يشمل “السّوريّين غير المستوفين لشروط النّزوح أو العمل أو السّكن بصورة قانونيّة”، مشيرة إلى “ضرورة إخلاء المنازل والأماكن الّتي يشغلونها”؛ تنفيذًا “لقرارات الحكومة ومجلس الأمن المركزي والمحافظين، في مختلف المناطق اللّبنانيّة”.
https://halabtodaytv.net/archives/271127
وتتواصل التشديدات على السوريين في لبنان من قبل حكومة تصريف اﻷعمال وقوى اﻷمن والجيش، وسط حالة من الضغط تستهدف اللاجئين في المدن والمخيمات على حدّ سواء.
وفي هذا اﻹطار أعلنت بلدية محمرش البترونية في بيان اﻷسبوع الماضي، عدم تأجير أو إيواء أي شخص سوري بشكل مؤقت أو دائم قبل التثبت من تسجيله لدى البلدية “وفقًا للأصول”.
وبررت البلدية قرارها بأنه جاء “بناء على قرارات لوزير الداخلية والبلديات ومجلس الوزراء، وبناء على مقتضيات السلامة العامة” مشيرةً إلى أنها ستبلغ الأجهزة الأمنية فورًا عن أي مخالفة يتحملها صاحبها.
وأضافت أن “أي مخالفة ستبلغ عنها البلدية فورا كل الأجهزة الأمنية فيتحمل من يتحمل مخالفة القرارات المبينة أعلاه”.
وكان حزب القوات اللبنانية قد رفض ما تحدث عنه الجيش في روايته حول مقتل سليمان، مؤكداً أنه سيعتبرها اغتيالاً سياسياً حتى يثبت العكس، وخاطب جمهوره في منطقة جبيل مطالباً بالتخفيف من حالة الاحتقان الشعبي، في انتظار التحقيقات، إلا أن متظاهرين غاضبين طالبوا اللاجئين السوريين بمغادرة المنطقة.