أعلن فرع المباحث الجنائية في دمشق، أمس الأحد، عن تفكيك شبكة واسعة للفساد المالي والإداري داخل الهيئة العامة لمشفى البيروني، واحدة من أبرز المنشآت الصحية في البلاد، وكشفت التحقيقات عن اختلاسات ورشاوى وعقود وهمية تقدر قيمتها الإجمالية بمليارات الليرات السورية، بالإضافة إلى كميات من الليرات الذهبية.
جاءت العملية بناءً على كتاب من الجهاز المركزي للرقابة المالية، الذي كشف عن مخالفات جسيمة، وأسفرت التحقيقات المكثفة عن توقيف ثلاثة متورطين أساسيين، وهم حسب بيان وزارة الداخلية: (إ. ن) (ع. ع) (ع. د).
وذكر مصدر في وزارة الداخلية أن الموقوفين اعترفوا خلال التحقيقات بتورطهم في عمليات اختلاس مالي، وتلقي رشاوى، وإبرام عقود وهمية داخل المشفى، بالتعاون مع عدد من الموظفين الآخرين، وأكد المصدر أن الجهات المختصة تواصل ملاحقة جميع المتورطين لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
حملة متصاعدة في مؤسسات الدولة
يأتي ذلك في إطار حملة أوسع تبدو الدولة عازمة على خوضها ضد الفساد، خاصة في المؤسسات الخدمية والصحية الحيوية، فمنذ أيام ظهرت نتائج تحقيقات الجهاز المركزي للرقابة المالية، التي أعلن عنها الأربعاء 10 كانون الأول، وكشفت عن مخالفات مالية جسيمة أخرى في مؤسسة “دار البعث” السابقة، بلغت قيمتها 8 مليارات و490 مليون ليرة سورية.
وبحسب التحقيقات، قامت “دار البعث” بإبرام اتفاقيات مع متعهدين من القطاع الخاص لتنفيذ أعمال الطباعة خارج المؤسسة، مخالفةً بذلك التعليمات الرسمية، مما تسبب في أعباء مالية طائلة. كما كشفت التحقيق اقتطاع القائمين على المؤسسة ضرائب ورسوما مالية والاحتفاظ بها داخلياً دون تحويلها إلى الجهات الضريبية المختصة.
ويؤكد البيان الرسمي أن “الجهاز يواصل جهوده بكل شفافية ومهنية لاسترداد حقوق الدولة، وصون المال العام”.
وذكر مصدر رسمي في وزارة الداخلية لوكالة سانا الرسمية، أن هذه العملية “تأتي في إطار جهود الوزارة لمكافحة الفساد وحماية المال العام”، معتبراً إياها خطوة لـ”تعزيز مبدأ المساءلة والشفافية في المؤسسات العامة”.
ويعد مشفى البيروني من أقدم وأكبر المستشفيات العامة في دمشق وسوريا، ويقدم خدمات طبية متعددة الاختصاصات لآلاف المرضى سنوياً.






