تسعى حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ﻹقناع المانحين في مؤتمر بروكسل القادم، بالتعاون في تنفيذ خطة ﻹعادة اللاجئين السوريين إلى “مناطق آمنة” ضمن مناطق سلطة اﻷسد.
وقال وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين لجريدة “الديار“: إنّ “آلية معالجة ملف النازحين وضعتها وزارة المهجرين وتم التوافق عليها”، متحدثاً عن “ورقة تفاهم مع الجانب السوري (سلطة اﻷسد)”.
وأعرب شرف الدين عن أسفه ﻷنه “في السابق لم يكن هنالك من قرار سياسي”، متحدثاً عن “مفارقة جديدة” جرت خلال اللقاء التشاوري الذي عقد أول من أمس، وقال إن الرئيس ميقاتي أوضح أنه “على قناعة تامة بوجود مناطق آمنة في سوريا، تستوعب عدداً كبيراً جداً من النازحين، خصوصاً اصحاب المنازل الآيلة للسكن وقراهم غير مدمرة”.
والعنوان الثاني الذي طرحه ميقاتي في اللقاء – بحسب شرف الدين – هو “المطالبة خلال مؤتمر بروكسل الذي سيعقد في أيار المقبل، بحوافز للنازح السوري العائد إلى بلاده، وأن تدفع المساعدات المادية والعينية والاستشفائية في سوريا”، آملاً حصول “تغيير في مواقف الاتحاد الأوروبي وأميركا، وأن نكون قد تجاوزنا المرحلة الأصعب”.
واضاف شرف الدين:”المعالجة لهذا الملف تحوي شقين، الشق الاول إلزامية عودة كل النازحين،ولا سيما النازحين الاقتصاديين، ومن لا تتضّمن عودته اي خطر سياسي،وهؤلاء يشكلون النسبة الاكبر”، لافتاً إلى “الحاجة لجهد ديبلوماسي ولوبي لبناني – عربي للضغط على الاتحاد الأوروبي والدول المانحة في مؤتمر بروكسل، لرفع الوصاية عنا لأنهم صوتوا على إبقاء النازحين في لبنان، وهذا خطأ ومعيب جداً”.
وأشار إلى أن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، سيشارك في مؤتمر مرتقب لوزراء الخارجية العرب، وفي مؤتمر بروكسل الذي سيشارك فيه أيضاً الرئيس ميقاتي في أيار المقبل، حيث “سيطالب لبنان خلاله بأن تسدّد المساعدات داخل سوريا وهذا الحل الأمثل”.
كما ستطالب الحكومة اللبنانية بتشكيل لجنة ثلاثية تضم لبنان وسلطة اﻷسد والمفوضية، “لتسهيل عملية المراقبة من خلال لجان فرعية لكل قرية سيعود إليها النازحون”.
أما في الشق الداخلي، فهنالك “مهمات عديدة ستوزع على الوزراء المعنيين، ومنهم وزارة الدفاع التي ستنافش مع وزارة الدفاع في سلطة اﻷسد تسهيل عملية ‘خدمة العلم’، كذلك وزارة الداخلية ووزارة العدل ستناقشان مع سلطة اﻷسد مواضيع المساجين ومكتومي القيد، فضلاً عن سلسلة مواضيع ستبحث لوجستياً كي نبدأ بتفكيك المخيمات التي تضم 600 ألف نسمة”.
وكانت الحكومة اللبنانية قد تحدث في عدة مرات سابقة عن تنسيق مشترك مع سلطة اﻷسد وإعداد خطط لإعادة اللاجئين، إلا أن مماطلة اﻷخير حالت دون تنفيذ أي من تلك الوعود.