خاص – دمشق
أكّدت مراسلة “حلب اليوم” في العاصمة السورية دمشق، أن عدد أساتذة الجامعات بدأ يقل بشكل واضح في جميع الكليات التطبيقية في جامعة دمشق، نتيجة تدني الأجور وارتفاع أجور النقل والسلع على أصنافها كافة، مقدرة أن الكادر التدريسي خسر أكثر من 40 في المئة من أساتذته.
واعتمدت مراسلتنا على شهادات عدّة لطالبات جامعيات في أفرع متنوعة، إذ أكّد معظمهن أن غياب الأساتذة وعدم حضورهم وترك شاغرهم فارغاً، بات أمراً لا يخالفه اثنين، وأكدن أن انسحاب الأساتذة عن سلك التعليم الجامعي بات حديثاً يتداوله الطلاب الذين باتوا يشعرون بالحسرة لخسارتهم أساتذة يعتبرون مرجعاً وأساساً في مواد عدّة.
استطاعت مراسلتنا لقاء الدكتور “م.غ” المقيم في مخيم “خان الشيح” بدمشق، والذي أكّد لـ”حلب اليوم” أنه انسحب مطلع السنة الحالية 2024 عن التدريس في كلية الآداب، دون سابق إنذار أو إخطار الإدارة العامة للكلية، بعدم إكمال مادته لطلاب السنة الثالثة.
وقال الدكتور إن راتب الشهري قبيل انسحابه بلغ 300 ألف ليرة سورية، بينما تصل كلفة وصوله إلى الجامعة إلى 200 ألف ليرة سورية إذا استخدم سيارته من نوع “مازدا-Mazda” التي يتم تعبئتها ببنزين مدعوم.
وأوضح أن اعتماده اليوم على إعطاء دروس خصوصية للطلاب عبر الإنترنت (أون لاين)، وأن كل 20 ساعة تدريب فقط، يتقاضى عليها بقيمة راتبه الشهري أثناء عمله في الجامعة الحكومية، لافتاً إلى أن التدريبات والدورات الخاصّة على الإنترنت وفّرت أجور النقل التي كانت تستحوذ على 75 بالمئة من مرتبه الشهري.
بدورها، تقول الأستاذة “ريم” المقيمة في “جديدة عرطوز” والتي انسحبت من الكادر التدريسي في جامعة تشرين باللاذقية، نتيجة بعد موقع الكلية عن مكان سكنها بدمشق، مشيرةً إلى أن نفقات التنقل تصل إلى 2 مليون ليرة سورية كل 5 أشهر.
ويشهد قطاع التعليم على مختلف مستوياته في مناطق سيطرة سلطة الأسد فضائح متتالية، كان أحدثها امتناع العديد من المدرّسين في كلية الآداب بجامعة دمشق الثانية في محافظة السويداء، عن إعطاء المحاضرات لعدم توفّر آلية نقل لهم لعدم توفر المحروقات.
وكانت وسائل إعلام موالية اعترفت في مطلع تشرين الثاني من عام 2022، بتوقف أكثر من عشر مدارس في ريف حماة الشرقي، بسبب أزمة المحروقات وعجز المدرسين من الوصول إلى أعمالهم.
وتشير بيانات وزارة التعليم العالي التابعة لسلطة الأسد، إلى أن عدد أعضاء الهيئة التدريسية في مناطقهم انخفض بنسبة 20% بين عامي 2011 و2020، بحسب ما ذكرت الدكتورة رشا سيروب المحاضرة بكلية الاقتصاد في جامعة القنيطرة، والتي أشارت إلى أنه خلال السنوات العشر الماضية تم الإعلان عن مسابقة واحدة فقط لتعيين أعضاء في الهيئة التدريسية.