سلّطت دراسة أكاديمية الضوء على معاناة السوريين في اليابان كمنموذج ﻹشكالية التناقض بين الإنسانية والنيوليبرالية، كما “طرحت أسئلة حول مسؤولية الدول الغنية تجاه اللاجئين”.
وتُعد اليابان وجهة غير مألوفة للسوريين، نظراً لبعدها الجغرافي والثقافي عن الشرق الأوسط وسياسة قبول اللاجئين الصارمة، ومع ذلك، فقد ظهر برنامج “المبادرة اليابانية لمستقبل اللاجئين السوريين” (JISR) “كشمعة أمل لهؤلاء اللاجئين”.
ونقل موقع “المهاجرون اﻵن” مضمون دراسة بحثية أكاديمية نُشرت في مجلة دراسات الهجرة المرموقة التابعة لجامعة أكسفورد، بعنوان “النزعة الإنسانية النيوليبرالية: منطق السياسات المتناقضة وتجارب اللاجئين السوريين باليابان”، سلطت فيها الضوء على حياة الطلبة السوريين هناك.
وشارك في إعداد الدراسة البروفيسور جراسيا ليو فرير، والبروفيسور ويندي بيرلمان، والطالب السوري المقيم في اليابان محمد المصري، حيث تمّ تسليط الضوء على تناقض السياسة اليابانية مع سرد تجارب بعض الطلبة السوريين من خلال برامجها، ومنها برنامج “المبادرة اليابانية لمستقبل اللاجئين السوريين” (JISR).
وقال محمد المصري: “سعيد بمشاركتي خبراً نشر في مجلة Migration Studies التابعة لجامعة أوكسفورد العريقة لأول مقال أكاديمي محكم مشترك لي حول تجارب الطلاب السوريين الذين يدرسون باليابان”.
وكان برنامج JISR قد انطلق في عام 2017 ليمنح فرصة للطلاب السوريين في الأردن ولبنان لمتابعة شهادات الدراسات العليا في جامعات اليابان.
وقد سعى البرنامج لمواكبة الجهود العالمية في “القيام بشيء ما” بشأن أزمة اللاجئين العالمية، مع التركيز على تنقل الطلاب بدلاً من إعادة التوطين.
ويُجسد البرنامج تناقضًا بين المنطق الإنساني والنزعة النيوليبرالية – بحسب الدراسة – فمن ناحية، “يُقدم فرصة ثانية للاجئين السوريين لبناء مستقبل أفضل”، ومن ناحية أخرى، ينتقي البرنامج نخبة من الشباب المتعلمين، متوقعًا عودتهم لبناء وطنهم وتعزيز مصالح اليابان في الشرق الأوسط.
توقعات عالية وصعوبات على أرض الواقع
يحلم اللاجئون السوريون بمستقبل مشرق، قبل الوصول إلى اليابان، حيث يطمحون لبدء حياة جديدة، ودراسة تخصصاتهم، وتحقيق أحلامهم.
لكنهم يواجهون صعوبات جمة في اليابان، تبدأ من التأقلم مع بيئة جديدة، وفهم اللغة، والاندماج في المجتمع، كما يواجهون أيضًا صعوبات في الدراسة، ونقص الدعم المالي، وعدم وجود فرص عمل مناسبة بعد التخرج.
وبحسب الدراسة فإن بعض اللاجئين السوريين في اليابان يصابون بخيبة أمل بعد تخرجهم من الجامعات، إذ يواجهون صعوبة في العثور على وظائف تتناسب مع تخصصاتهم، مما يُجبرهم على قبول وظائف بأجر منخفض.
وتُسلط تجارب اللاجئين السوريين في اليابان الضوء على مفهوم “الإنسانية النيوليبرالية”، التي “تُقدم فرصًا لبعض اللاجئين، لكنها تُقيدها بضوابط تهدف إلى تقليل معارضة المواطنين للإنفاق المكثف على اللاجئين”.