طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الأردن بضمان المساءلة عن الغارات الجوية في جنوب شرق سوريا، التي قتلت 10 أشخاص في 18كانون الثاني مع تعويض الضحايا وعائلاتهم.
وقالت في بيان عبر موقعها الرسمي إنه يفترض أن الغارات التي قتلت نساء وأطفالاً ترقى إلى مصاف الإعدام خارج القضاء، داعية إلى “وقف الضربات العسكرية ضد أهداف غير عسكرية”.
من جانبه قال نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش آدم كوغل إن الغارات الجوية العابرة للحدود التي تقتل مدنيين تستدعي التدقيق بغضّ النظر عن التهديد الذي يُشكله تهريب المخدرات من جنوب سوريا.
وجاءت الغارات الجوية ضمن حملة مكثفة شنتها “القوات المسلحة الأردنية” ضد مهربي المخدرات والأسلحة في أعقاب اشتباكات وقعت مؤخرا على الحدود الأردنية مع جماعات مسلحة قيل تحاول تهريب مخدرات وأسلحة ومتفجرات مرتبطة بميليشيات موالية لإيران.
وفي 18 يناير/كانون الثاني، حوالي الساعة 1 صباحا، أصابت غارات جوية على بلدة عُرمان في محافظة السويداء الجنوبية منزلا في الجزء الشرقي من البلدة، ما أدى إلى تدمير المنزل ومقتل صاحبه عمر طالب؛ ووالدته أمل زين الدين؛ وعمته اتحاد طالب.
وعلى بعد 500 متر غربا، أصابت وحدتا ذخيرة اثنين من أربعة منازل متصلة في وسط البلدة، ما تسبب بأضرار جسيمة ومقتل صاحب أحد المنازل، تركي الحلبي؛ وزوجته فاتن أبو شاهين؛ وابنتيهما الصغيرتين فرح (3 سنوات) وديما (5 سنوات).
كما قتلت الغارات أقاربهم نزيه الحلبي، الذي كان يملك منزلا آخر من هذه المنازل، وزوجته إقبال، وقريبتهم روزا الحلبي، حيث تملك عائلة الحلبي ثلاثة من المنازل الأربعة المتصلة.
وقالت هيومن رايتس ووتش إنها تحقيقاتها سمحت بالتعرف على أحد الأسلحة المستخدمة: وهي قنبلة موجهة عبر الأقمار الصناعية من فئة “جي دي إيه إم” (JDAM) زنة 500 رطل، مؤكدة أن الأردن حصل على 198 مجموعة “جي دي إيه إم” من الولايات المتحدة في فبراير/شباط 2017.
وعائلة آل الحلبي هي عائلة درزية معروفة في محافظة السويداء، وكان تركي الحلبي يعمل في الزراعة، أما نزيه الحلبي، فهو عقيد متقاعد، شارك بكثافة في مظاهرات السويداء الأخيرة ضد سلطة اﻷسد.
وفي 8 مايو/أيار 2023، استهدفت غارة منزلا في قرية الشعاب بمحافظة السويداء كان يقيم فيه مرعي الرمثان، وهو أحد السكان الذين يُعتقد على نطاق واسع أنه ضالع بشدة في تجارة المخدرات غير المشروعة، مع عائلته.
أدت الغارة، التي حققت فيها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” ونشرت تقريرا عنها، إلى مقتل الرمثان وزوجته وخمسة أطفال، وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية بعد ساعات قليلة من الغارة إلى أن الحكومة الأردنية توصلت إلى اتفاق مع سلطة اﻷسد لتشكيل فريق أمني مشترك يهدف إلى مواجهة خطر تهريب المخدرات.
بحسب السويداء 24، قتلت ثلاث من الهجمات الأربع الأخرى المُبلغ عنها تسعة أشخاص، بينهم طفلان دون سن الخامسة، ولم يُعلن الأردن مسؤوليته عن أي من هذه الهجمات أو ينفيها.
وكانت غارات أخرى قد وقعت في 16 يناير/كانون الثاني، بعد ما يزيد قليلا عن أسبوع على جولة غارات جوية على منزل ومزرعة في محافظة السويداء قتلت ثلاثة أشخاص.