دشن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الأحد، بشكل رسمي، “ثالث أكبر مسجد في العالم”، والذي يتسع لأكثر من 120 ألف مصلٍ ويطل على خليج العاصمة بمنطقة المحمدية شمالي البلاد.
ومثّل التدشين حدثاً استثنائيا للأمة الإسلامية قاطبة، لما لهذا الصرح من أبعاد دينية وحضارية تشع على عموم إفريقيا والعالم الإسلامي كونه رمزاً حيّاً عن فن العمارة الإسلامية الجزائرية المتفردة.
وبني جامع الجزائر بمنطقة المحمدية على خليج العاصمة المطلة على البحر المتوسط، والتي كان يطلق عليها سابقاً “لافيجري”، نسبة إلى الكاردينال “شارل مارسيال لافيجري”، وهو أبرز رواد حملات التنصير بالمسيحية الكاثوليكية إبان الاستعمار الفرنسي للبلد العربي.
وجامع الجزائر أو “المسجد الأعظم” كما يسميه البعض، تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع، وتقول السلطات الجزائرية إنه “ثالث أكبر مسجد” بالعالم بعد الحرمين الشريفين بالسعودية، فيما يصل ارتفاع مئذنته إلى حوالي 265 مترا، وهي الأعلى في العالم.
وتؤكد السلطات أن هذا المسجد مركز علمي وسياحي، كما يتسع إلى أكثر من 120 ألف مصل.
ويضم الجامع 3 طوابق تحت الأرض مساحتها 180 ألف متر مربع مخصصة لركن أكثر من 6 آلاف سيارة، وقاعتين للمحاضرات مساحتهما 16 ألفا و100 متر مربع، واحدة تضم 1500 مقعد، والثانية 300 مقعد.
كما يضم مكتبة تحتوي على ألفي مقعد ومساحتها 21 ألفا و800 متر مربع، وبلغت تكلفة مشروع بناء المسجد الذي أنجزته شركة صينية 1.5 مليار دولار.
وفتحت قاعة الصلاة الرئيسية للمسجد في 2020، لكن نشاطها اقتصر فقط على الصلوات الخمس، من دون الجمعة وعيدي الفطر والأضحى والتراويح.
وبدأ بناء “جامع الجزائر” في العام 2013 أثناء عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020 تعذر على تبون افتتاح قاعة الصلاة بالمسجد، بسبب إصابته بفيروس كورونا فناب عنه رئيس الوزراء آنذاك عبد العزيز جرّاد.
ويوجد في البلاد ما يقارب 20 ألف جامع ومسجد، بحسب بيانات رسمية لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف قبل أن يتم تدشين جامع الجزائر اليوم.
وحضر التدشين الرسمي وفقاً لوسائل إعلام جزائرية عميد جامع الجزائر (من يتولى إدارة شؤون الجامع)، الشيخ محمد مأمون القاسمي ووزيري الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، والسكن والعمران محمد طارق بلعريبي.
كما حضر المراسم ضيوف من العالم الإسلامي، منهم علماء وأئمة ومشايخ من عدة بلدان إفريقية وعربية.