ناشد سكان مخيم جرمانا للفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق، جنوبي البلاد، كافة الجهات المعنية بشؤون اللاجئين للتدخل من أجل إنهاء الوضع المعيشي السيء الذي يعانون منه في ظل سلطة اﻷسد.
وقالت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، إن الفلسطينيين يبدون استياءهم العميق من سوء الخدمات الأساسية في المخيم، ويواجهون مشاكل عديدة تتعلق بالبنية التحتية والصحة والطاقة والغاز.
ويقول الأهالي إن الطرق في المخيم تحتاج إلى تعبيد وصيانة عاجلة، حيث تشكل الحفر والمطبات العميقة خطرا على سلامة المارة وتعيق حركة السير بشكل كبير.
ويضاف إلى ما سبق تسرب المياه من الشبكات التي تم تمديدها حديثا، ما يؤثر سلبا على البنية التحتية في مخيم جرمانا، ويسبب تجمعات مياه في الأزقة والشوارع، ويزيد من الصعوبات التي يواجهها السكان في حياتهم اليومية.
وفي سياق متصل فإن حكومة اﻷسد لم تخصص معتمدا من أجل تسليم الغاز في المخيم الذي يتجاوز عدد ساكنيه 13 ألف نسمة، مما يضطرهم إلى الذهاب لمدينة جرمانا لتبديل أسطوانة الغاز، وهو ما يتطلب وقتا وجهدا ومالا.
ويغيب التيار الكهربائي – وفقا لشكوى اﻷهالي – بشكل كامل عن المخيم، ويشير الأهالي أن الفصل المتكرر للكهرباء يحول دون شحن البطاريات وتعبئة المياه و يؤثر على الأجهزة المنزلية، و يضيف عبئا على الأهالي الذين “يعيشون في ظروف صعبة بالفعل”.
يأتي ذلك وسط تراجع في خدمات الأونروا المقدمة إلى سكان مخيم جرمانا خلال الفترة الأخيرة، ووفقا لمجموعة العمل فإن هذه المشكلات تتعلق بنقص في الخدمات الصحية المقدمة من المستوصف، من حيث الدواء والعناية الطبية اللازمة للمرضى، كما يعاني الفلسطينيون من سوء معاملتهم من قبل بعض الموظفين في المؤسسة.
وكان اللاجئون الفلسطينيون في مدينة حلب ومخيمي النيرب وحندرات قد أكدوا على سوء الخدمات الطبية المقدمة لهم في المشافي التي تعاقدت معها وكالة الأونروا، حيث نقلت المجموعة عنهم في تقرير سابق نشرته منذ نحو ثلاثة أسابيع أنهم يتعرضون للابتزاز والاستغلال المادي من قبل موظفي الوكالة.
وخصوص التقرير بالذكر مشفى فاعور الواقع بجانب مدرسة “دمشق” في شاع تلفون هوائي بحي سليمانية، وقال إن “المراجعين والمرضى يتعرضون لعملية نصب داخل المشفى من قبل الممرضين والأطباء، على حد قولهم، حيث يطلبون من الأهالي بعض الصور والتحاليل مدفوعة الأجر والتي ترهق كاهلهم مادياً، بالرغم من معرفتهم أن وكالة الأونروا تتكفل بتغطية جميع تلك التحاليل والصور الشعاعية”.
ونقلت المجموعة عن أحد سكان مخيم النيرب قولهم إنهم “يعانون من عنجهية الكادر الطبي في مشفى فاعور ومعاملتهم بصورة غير لائقة”، لافتاً إلى أن هذا المشفى من المفترض أن يوفر لهم غرفاً خاصة بموجب العقد الذي وقعه مع وكالة الأونروا في منتصف عام 2021 بهدف تقديم خدماته الطبية للاجئين الفلسطينيين بحلب.
ويؤكد الشاهد الذي “رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية” أن المرضى يوضعون مع آخرين مصابين بجائحة كورونا، مما ينعكس سلباً على أوضاعهم الصحية وخاصة منهم أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، مضيفاً أن الأهالي عندما يحتجون ويرفعون صوتهم عالياً ضد تلك المعاملة من قبل إدارة المشفى، فإن هناك من يخبرهم بأنه عليهم مراجعة رئيس القسم الطبي لمكتب وكالة الأونروا بحلب الدكتور خالد أبو علي وتقديم شكوى خطية.
ويطالب اللاجئون الفلسطينيون في مدينة حلب وتجمعاتها ومخيماتها الفلسطينية رئاسة إدارة وكالة الأونروا في دمشق وعمان “بزيارة تلك المشافي وإعادة النظر بالتعاقد معها”، واتخاذ الإجراءات المناسبة التي تضمن تقديم خدمات طبية جيدة لهم، على حد قول المجموعة.