يصادف اليوم الاثنين الذكرى السنوية الحادية عشر لمجزرة جامعة حلب ، التي ارتكبتها قوات اﻷسد، ظهر الثلاثاء الموافق لـ 15 كانون الثاني/يناير من عام 2013.
وكان الطيران الحربي التابع لقوات الأسد قد أطلق صاروخين على السكن الجامعي بمدينة حلب، على الرغم من وقوعها تحت سيطرته الكاملة، مخلّفاً عشرات القتلى ومئات الجرحى، في صفوف الطلاب والنازحين.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق اﻹنسان” في تقرير مقتل 38 مدنياً، بينهم طفلان اثنان و10 نساء، وإصابة نحو 250 آخرين، جراء انفجار صاروخٍ على دوار “العمارة” قرب كلية الهندسة المعمارية في الجامعة، وصاروخٍ آخر أصاب مبنى السكن الجامعي المجاور الذي كان مكتظاً بنازحين من مناطق حلب الشرقية.
وتباينت تصريحات سلطة اﻷسد حينها عن أسباب الانفجار، حيث ادعى وقوع قصفٍ من المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، كما ادعى أنها بسبب صواريخ حرارية للمعارضة أطلقتها باتجاه الطائرات، وقامت أجهزته اﻷمنية باعتقال وإخفاء أي شخصٍ يتحدث بالرواية الحقيقية للحادثة.
وأكَّد جميع شهود العيان الذين كانوا في المنطقة وقت الانفجارات أن طائرةً حربيةً شنت غارةً بشكلٍ مباشرٍ على طلاب الجامعة في يوم امتحانهم الأول بالقرب من كلية العمارة، كما استهدفت بشكلٍ مباشرٍ السكن الجامعي الذي يقطن فيه الآلاف من النازحين الفارين من مناطق حلب الشرقية، والتي كانت قوات النظام تشن حملةً عسكريةً عليها.
وتُعتبر جامعة حلب التي تمّ إنشاؤها عام 1960 هي الجامعة الثانية في البلاد وتتكون من 27 كلية و 12 معهداً بالإضافة إلى مستشفى جامعي.
وكانت الجامعة قد شهدت أهم وأقوى حراكٍ من بين الجامعات السورية، بالرغم من كونها منطقة خاضعة لسيطرة قوات اﻷسد، ولم تخضع في أي وقت من الأوقات لسيطرة المعارضة.
ووثق تقرير الشبكة رواية شاهد عيان كان موجوداً حين القصف، وهو طالب في جامعة حلب يُدعى “حسام الحلبي”، ولا زال على قيد الحياة، حيث قال: “عند معهد التمريض، كان هناك كثافة طلابية كبيرة حيث كان وقت تبديل بين امتحانات الطلاب، وفجأة شهدنا تحليقاً للطيران الحربي، وقامت الطائرات وبدون أي سابق إنذار بقصفنا بصاروخ، وألقوا معه بالونات حرارية، ولم تمضِ سوى لحظات حتى قصفنا بصاروخ ثانٍ”.
وأضاف الشاهد أن القصف “أدى إلى تكسّر الزجاج وإغلاق أبواب سور الجامعة، وتبع ذلك إطلاق رصاص كثيف لم يُعرف مصدره، ولم نستطع الخروج إلا بعد قليل حيث كان الوضع كارثياً، وهناك عدد كبير من الجثث المتفحة، والأشلاء، وسور الجامعة قد تضرر، ولحق الضرر الكبير بواحد من مباني سكن الطلاب، واحترق عدد كبير من السيارات، وقام الطلاب والمواطنون بنقل الجرحى بسيارات التكسي والسوزكيات”.
يُذكر أن المدينة الجامعية في حلب تضم حتى اليوم آلاف النازحين، وسط رقابة أمنية مشددة.