تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدها لبنان، خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى غرق العديد من الشوارع والأحياء السكنية ومخيمات اللاجئين السوريين، ولاسيما شمال البلاد، بالسيول التي تشكلت نتيجة فيضانات لمجاري الأنهار وقنوات تصريف المياه التي ما عادت تستوعب كمية المتساقطات الغزيرة التي انهمرت في فترات زمنية قصيرة ومتلاحقة.
وبحسب مواقع لبنانية متطابقة، فإن مياه الأمطار اجتاحت ثلاثة مخيمات للاجئين السوريين في منطقة سهل عكار، حيث فاضت خيم اللاجئين بالمياه بارتفاع نحو نصف متر، ما جعلها غير صالحة للسكن وأتلف مقتنيات سكانها وامتعتهم، ودفعهم للبحث عن مأوى يبيتون فيه، فيما لم يجد الكثير منهم أماكن يلجؤون إليها، في ظل انعدام جهود الإغاثة والدعم.
#لبنان
— الشرق الاوسط (@newshere23) January 13, 2024
ـ معاناة النازحين السوريين.
مخيم للنازحين السوريين في عكار اللبنانية
ـ فيضان النهر الكبير شمال لبنان بفعل كمية الامطار الهائلة ومحاولات انقاذ العالقين داخل منازلهم pic.twitter.com/CetOm3SlRr
وأوضحت المصادر أن عناصر الدفاع المدني اللبناني لا تزال تعمل منذ يومين على إنقاذ المواطنين بسبب ارتفاع منسوب المياه واجتياحها الطرقات والمنازل والمحال التجارية في مناطق العبدة والكنيسة في محافظة عكّار.
٧/١
— الدفاع المدني اللبناني (@CivilDefenseLB) January 13, 2024
حصيلة عمليات الدفاع المدني خلال الساعات الأخيرة اثناء اشتداد العاصفة
تسببت غزارة المتساقطات التي لا زالت تطال العديد من المناطق اللبنانية بوقوع خسائر فادحة، سيّما في شمال لبنان حيث لا زال عناصر الدفاع المدني ينفذون عمليات إنقاذ المواطنين بسبب ارتفاع منسوب المياه pic.twitter.com/9OQ1mN2rh7
من جهته، نقل موقع الحرة إفادةً عن رئيس اتحاد بلديات سهل عكار “خالد خالد” أن مخيمات السوريين التي غرقت نتيجة السيول هي “الميدا في منطقة تل حياة، ومخيمين أصغر حجماً في منطقة عبرين في سهل عكار”، منوّهاً أنها لم تسجل إصابات أو أضرار في الأرواح حيث اقتصرت الأضرار على الجانب المادي.
وأوضح خالد أن كمية الأمطار التي تساقطت على المنطقة الزراعية ليل “الجمعة – السبت” لم تكن طبيعية أبدا إذ أنها فاقت الخيال. لقد استيقظت الناس صباحاً لتجد نفسها غارقة بالمياه.
وعن مصير اللاجئين الذين فقدوا خيمهم، ووجهة لجوئهم في ظل العاصفة، لفت “خالد” إلى أن كل عائلة لديها أقارب أو معارف في مناطق قريبة لجأوا إليهم ليبيتوا عندهم بانتظار انحسار العاصفة. ويضيف أنه وعلى الرغم من تواصل اللاجئين مع هيئات إغاثية على الخطوط الساخنة المخصصة لهم، لكن لم يستجب أحد حتى الآن، وأمّا من لم يجد مأوى أو ليس لديه أقارب، فقد لجأ بحسب “خالد” إلى مبنى قريب يعود لأصحاب الأرض المقام عليها المخيم، حيث جمعوا بعضهم هناك في مستودعات داخل البناء “في ظروف صعبة جداً”.
كذلك أفاد الدفاع المدني اللبناني عن إنقاذه عدداً من اللاجئين السوريين من داخل الخيم التي اجتاحتها السيول في منطقة القليعات في عكار.
ويشهد لبنان ومعه منطقة الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، منخفضا جويا مصحوبا بأمطار فيضانية منذ مطلع الأسبوع، بلغ ذروته يومي الجمعة والسبت.