خاص | حلب اليوم
تعاني عدد من القرى والبلدات في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، شرقي سوريا، وتحديداً في القسم الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من غياب مياه الشرب منذ سنوات، وسط إهمال متعمّد من قبل مجلس دير الزور الذي يعتبر الواجهة المدنية لـ”قسد” في المحافظة، لمطالب الأهالي المتكررة.
يقول مراسل حلب اليوم في دير الزور، إن مياه الشرب التي مصدرها ‘شركة المياه” غائبة عن أهالي بلدة “غرانيج” والقرى المحيطة بها، منذ ما يزيد عن 3 سنوات، على الرغم من مطالب الأهالي المتكررة لمجلس المحافظة بضرورة تأمين المياه، لكن دون جدوى.
ونقل مراسلنا عن الشاب “فايز.ش” وهو أحد سكان بلدة غرانيج قوله: “إن البلدة تفتقد المياه منذ سنوات، إذ قدمنا أكثر من 15 شكوى لمديرية المياه في البلدة لتمديد الشبكات وإيصال المياه لمنازلنا، لكنهم لم يستجيبوا حتى اليوم لمطالبنا”.
وأكّد في حديثه مع حلب اليوم على أنه “منذ سنوات يعتمد هو وأهالي البلدة والقرى المحيطة بها على شراء المياه من الصهاريج، على الرغم من ارتفاع أسعار تعبئة البرميل الواحد، سيما في ظل الصرف الكثير للمياه، والتي لا تقتصر على الشرب فقط، وإنما تشمل أعمال المنزل وسقاية الأشجار أيضاً”.
ووفقاً للشاب “محمد” فإن سعر البرميل الواحد يبلغ 2000 ليرة سورية، وهو مبلغ كبير بالنسبة لذوي الدخل المحدود، خاصة في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يعاني منها سكان دير الزور، بحسب قوله.
من جهته، التقى مراسلنا مع أحد سكان حي الصناعة في بلدة “غرانيج”، والذي افتتح حديثه بمطالبة الجهات المعنية “مجلس دير الزور” بضرورة توفير مياه الشرب والإسراع في إنهاء معاناتهم الطويلة، إذ لم تصلهم الخدمة منذ عدّة سنوات”.
ولفت إلى أن حي الصناعة في دير الزور يسكنه قرابة 4 آلاف نسمة على أقل تقدير، وجميعهم يضطرون يومياً لشراء المياه المفلترة، أو الاعتماد على مياه قنوات الرّي غير الصالحة للاستهلاك البشري.
ويؤكد مراسلنا في ختام تقريره، أن قوات “قسد” تتخذ من محطات المياه مواقع عسكرية لها، إذ أكّد مسبقاً أن المنطقة المحيطة بمحطة المياه في أبريهة ومحطة معالجة المياه في البصيرة بريف دير الزور، تتواجد عناصرها بشكل دائم في المنطقة، حيث يعرقلون في كثير من الأحيان عمال المحطتين وتمنعهم من إيصال المياه وأعمال الصيانة.
وسبق أن ذكرت شبكة “عين الفرات” المحلية أن المياه لا تصل إلى قرية أبريهة منذ أيلول الماضي، كما تمنع “قسد” في كثير من الأحيان صهاريج المياه من الوصول إلى البلدة.
وأشارت إلى أن المحطتين تواجهان أعطالاً متكررة ما يمنع وصول المياه إلى الأهالي، فيما تمنع “قسد” عمال المحطة من إصلاح الأعطال وصيانة المحطة، رغم المناشدات المتكررة للأهالي.