خاص | حلب اليوم
انعكس غياب المحروقات عن محافظة دير الزور في القسم الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، سلبياً على السلك التعليمي، إذ أدى فقدان التدفئة في كثير من المدارس إلى عزوف الأهالي عن إرسال أبنائهم للمدارس خوفا عليهم من البرد.
يقول مراسل حلب اليوم في مدينة دير الزور، إن أهالي أهالي مدينة غرانيج بريف دير الزور الشرقي، امتنعوا منذ قرابة الشهر عن إرسال أبنائهم إلى مدارس المدينة، خشية إصابتهم بأمراض الشتاء، بسبب عدم جهوزية المدرسة لاستقبال التلاميذ خلال فصل الشتاء.
ونقل مراسلنا عن مدرس في مدينة غرانيج -فضل عدم ذكره لدواعي أمنية- أن معظم النوافذ والأبواب في المدرسة تعاني أساساً من حالة فنية سيئة، وعلاوة على ذلك لا يتم تشغيل المدافئ، بسبب عدم توفر المازوت.
وأوضح المدرس أن مدينة غرانيج تحديداً تشهد تسرب عدد من الطلاب من المدارس، بسبب البرد وعدم وجود تدفئة في المدارس، إذ بات دوام أغلب الطلاب يقتصر على الأيام الدافئة فقط.
وأشار إلى أن معظم الأهالي يمتنعون عن إرسال أولادهم إلى المدرسة أثناء البرد، بسبب عدم وجود مدافئ.
وقبل عدّة أيام، أفاد مراسل “حلب اليوم” أن ما تسمى “لجنة التربية” وزّعت عدداً من المدافئ لسد حاجة المدارس منها، كما نفذت أعمال صيانة وتأهيل شتوية لبعض المدارس.
ويبلغ سعر ليتر المازوت المدعوم في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية حوالي 900 ليرة سورية، ويختلف بشكل بسيط من منطقة إلى أخرى، بينما يبلغ سعره في السوق السوداء 4600 ليرة سورية كحد أدنى.
لا تعد أزمة المحروقات في المنطقة جديدة، إذ تتكرر مع اقتراب مواسم الزراعة، ودخول فصل الشتاء، وازدياد الطلب والحاجة إلى الوقود، سواء للتدفئة أو الزراعة والنشاط الاقتصادي، وفقاً لمراسلنا.
ومنذ بدء فصل الشتاء إلى اليوم، يقف أهالي مدينة دير الزور عاجزون تماماً عن تأمين المحروقات لمنازلهم، وسط عجز يحيط بهم في إيجاد آلية تحميهم وأولادهم من البرد، على الرغم من تحذيرات الأهالي من عواقب تأخر توزيع المحروقات المخصّصة للتدفئة من مجلس دير الزور.
وقبل أيام نقل مراسل “حلب اليوم’ عن أحد سكان المدينة الشاب “.محمد.ع” قوله: “إن عدم قيام لجنة المحروقات التابعة لمجلس ديرالزور المدني بتحديد موعد لتوزيع المازوت على السكان، أدّى إلى ارتفاع أسعار تلك المادة مؤخراً بشكل كبير وعدم توافرها بشكل دائم في السوق”.
وأبدى الشاب في حديثه لـ”حلب اليوم” من تخوفه من أن يقضي الشتاء دون أي تدفئة بسبب تقاعس لجنة المحروقات عن توفير مخصصاتهم من المازوت، في ظل غلاء سعره في السوق السوداء وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف شرائه.