خاص | حلب اليوم
شكل غياب المحروقات على أهالي مدينة دير الزور في القسم الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، كابوساً بات يطاردهم في كل ليلة، مع تدني درجات الحرارة، وعدم النظر إلى حالهم من قبل ما يسمى “مجلس دير الزور المدني” والذي يعتبر الذراع المدني لقوات “قسد” في المحافظة.
وبات أهالي مدينة دير الزور عاجزون تماماً منذ بداية فصل الشتاء عن تأمين المحروقات لمنازلهم، وسط عجز يحيط بهم في إيجاد آلية تحميهم وأولادهم من البرد، على الرغم من تحذيرات الأهالي من عواقب تأخر توزيع المحروقات المخصّصة للتدفئة من مجلس دير الزور، ما يُنذر بحدث أزمة كبيرة تطارد السكان في المنطقة.
ونقل مراسل “حلب اليوم” عن أحد سكان المدينة الشاب “.محمد.ع” قوله: “إن عدم قيام لجنة المحروقات التابعة لمجلس ديرالزور المدني بتحديد موعد لتوزيع المازوت على السكان، أدّى إلى ارتفاع أسعار تلك المادة مؤخراً بشكل كبير وعدم توافرها بشكل دائم في السوق”.
وأبدى الشاب في حديثه لـ”حلب اليوم” من تخوفه من أن يقضي الشتاء دون أي تدفئة بسبب تقاعس لجنة المحروقات عن توفير مخصصاتهم من المازوت، في ظل غلاء سعره في السوق السوداء وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف شرائه.
وأشار إلى أن معظم العوائل في المدينة وريفها تضطر لجمع الحطب أو تخزين بعض المواد القابلة للاشتعال بغرض استعمالها في التدفئة.
من جهته، ألقى شاب من مدينة دير الزور -رفض كشف أسمه لأسباب امنية- أن هذه الأزمة التي خلقتها “قسد” غير مببرة بالمطلق، فهنالك عشرات الحقول وآبار النفط وجميعها مليئة بالمواد النفطية في المنطقة وخاضعة لسيطرة “قسد”.
وأوضح أن المحروقات المقدمة من الإدارة الذاتية تعتبر أساسية بالنسبة لسكان المنطقة، كونها مدعومة ومنخفضة السعر، مقارنة بتلك المتوفرة في السوق السوداء.
ويبلغ سعر ليتر المازوت المدعوم في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية حوالي 900 ليرة سورية، ويختلف بشكل بسيط من منطقة إلى أخرى، بينما يبلغ سعره في السوق السوداء 4600 ليرة سورية كحد أدنى.
لا تعد أزمة المحروقات في المنطقة جديدة، إذ تتكرر مع اقتراب مواسم الزراعة، ودخول فصل الشتاء، وازدياد الطلب والحاجة إلى الوقود، سواء للتدفئة أو الزراعة والنشاط الاقتصادي، وفقاً لمراسلنا.