ترجمة | عمر حاج حسين
أربك مقتل الجنرال الإيراني “رضى موسوي” على يد القوات الإسرائيلية في العاصمة السورية “دمشق”، خطوات مليشيات إيران في سوريا، وأسفر عن حالة غضب تبعها تهديدات إيرانية بالردّ على مقتله، باعتباره يحتل مكانة رفيعة في صفوف مليشيات إيران، تضاهي مكانة “قاسم سليماني” الذي قتل بغارة جويّة مطلع عام 2020 بغارة أمريكية في العراق.
تفاصيل مقتله
وفقا لموقع “دفاع برس” الإيراني، فإن الطائرات الإسرائيلية استهدفت في تمام الساعة 16:00 بعد ظهر يوم الاثنين، بـ3 صواريخ من فوق هضبة الجولان، استهدفت موقع الجنرال موسوي في منطقة السيدة زينب بدمشق، ما أدّى إلى مقتله.
وأوضحت أن “موسوي” كان متواجداً في السفارة الإيرانية في دمشق حتى الساعة الثانية من ظهر الاثنين -أي قبيل مقتله بساعة واحدة- وتوجه بعد الظهر إلى منزله في حي السيدة “زينب”، ليتم استهدافه على الفور من قبل الطائرات الإسرائيلية، ما أدّى إلى مقتله.
من جهتها، تقول مصادر من دمشق إن الغارات الإسرائيلية استهدفت مزرعة على مقربة من مقر إدارة الحرب الإلكترونية السورية وتستخدمها ميليشيات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني كمستودع تخزين عسكري.
وأوضحت أنه عقب الغارات، فرضت ميليشيات موالية لإيران طوقاً أمنياً حول المزرعة ومنعت التصوير بالقرب منها أو الوصول إليها باستثناء سيارات الإسعاف، عقب الغارة، فيما وقعت أضرار جسيمة في مبنى المزرعة المستهدفة.
ما دور رضا موسوي في سوريا؟
وعن دور ومكانة “موسوي” أوضح موقع “دفاع برس” الذي ترجمه “حلب اليوم” أن موسوي كان أحد كبار الجنود الإيرانيين المتواجدين في سوريا، إذ كان أكثر قادة الحرس الثوري الإيراني فعالية على الجبهات، كما كان مقرباً من الجنرال المقتول “قاسم سليماني” والجنرال “محمد حجازي”، مشيرةً إلى أن هذا القيادي خدم أكثر من ثلاثة عقود في ميليشيات إيران في سوريا ولبنان، كما كان مسؤولاً عن ذلك.
ولفتت إلى أن “موسوي” لعب دوراً مهماً في تجهيز مواقع المليشيات الإيرانية في سوريا، كما كان مسؤولاً عن دعم جبهة المقاومة في سوريا، وكان لسنوات عديدة ممثلاً لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وبحسب الموقع، فإن موسوي شارك في كافة مراحل الدعم في الحرب السورية، كما وشارك في معارك البادية وريف دمشق، كما قاد معارك عديدة على جبهات ريف حلب الغربي.
ونقل الموقع عن صديق “موسوي” القيادي في الجيش الإيراني “علي صالحي” المُكنى “أبي طرب”، قوله: إن موسوي أنه كان يشبه إلى حد كبير قاسم سليماني في العمل داخل سوريا، وكان يعمل كثيراً، كما أنه كان جدياً للغاية في عمله، ولم يكن يهمه إذا كان يتعامل مع إيراني أو سوري أو عربي، الجدية في العمل كانت أول شيء بالنسبة له”.
وبحسب “صالحي” فإن “موسوي” كان الرجل الأول الذي عمل على نقل مرقد السيدة رقية من إيران إلى العاصمة السورية “دمشق”.
وقال: “أن عملية نقل ضريح “رقية” إلى دمشق تأخرت لبعض الوقت لأن صناديق نقل أجزاء الضريح كانت كبيرة جداً، وفي تلك الأيام أقدمت إسرائيل على ضرب مطار دمشق عدة مرات وهدّدت بإسقاط طائرات الشحن، لافتاً إلى أن “موسوي” تسلم ملف نقل الضريح عبر خطه سرية بهدف نقلها إلى سوريا، كما وساهم بشكل كبير في إعادة بناء مرقد السيدة رقية.
وبيّن “صالحي” أن زوجة “موسوي” كانت تشغل مديرة مدرسة إيرانية في سوريا.
محاولات اغتيال “موسوي” في سوريا
أوضح القيادي الذي يعتبر صديق “موسوي” أن الأخير تعرض للاغتيال مرات عدّة من قبل إسرائيل في سوريا، وأن العام الماضي تحديداً، تعرض لمحاولة اغتيال من قبل الطائرات الإسرائيلية، إذ استهدفت الغارات الاسرائيلية المقر الذي كان ينشط فيه عدة مرات في دمشق، لكنهم لم ينجحوا في اغتياله”.
وأوضح أن إحدى محاولات الاغتيال الفاشلة في العام الماضي أيضاً، استهدفت غارة جويّة مكتبه في دمشق، وأسفرت عن مقتل القيادي في حزب الله اللبناني “مصطفى بدر الدين” المعروف بـ “ذو الفقار”، وفي تلك الحادثة، لم يكن “موسوي” موجوداً بداخله ونجا من الاغتيال.
وفي هذا السياق، يؤكد مركز “ألما” الاستخباراتي الإسرائيلي أن “موسوي” كان نشطاً في سوريا لسنوات عديدة، ربما منذ التسعينيات.
وأضاف أنه كان في الواقع الشخصية المحورية في كل ما يتعلق بممر الأسلحة الإيراني إلى سوريا ولبنان، والذي يشمل نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في سوريا”.
ووفقاً للمركز فإن “موسوي” متورط في تهريب الأسلحة من سوريا عبر الأردن باتجاه جنوب فلسطين.
تهديد إيراني
عقب مضي قرابة 12 ساعة عن مقتل “موسوي”، خرج الحرس الثوري الإيراني في بيان، توعد من خلاله إسرائيل بدفع ثمن جريمة الاغتيال.
واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن مقتل رضى موسوي علامة أخرى على الإحباط والضعف العجز لدى النظام الصهيوني الغاصب في المنطقة، متوعداً بجعل إسرائيل “تدفع ثمن ذلك”، وفقا له.
وكانت ميليشيا حزب الله اللبناني اعتبرت ما أسمتها جريمة اغتيال العميد رضي الموسوي هي “اعتداء صارخ وتجاوز للحدود من قبل العدو الصهيوني”، وفق قولها.
عقوبات أمريكية
ويُعد “رضى موسوي” أحد الشخصيات المفروضة عليهم عقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية لمراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، منذ 26 آذار 2020، إذ اتهمته الوزارة وقتها بأنه المسؤول عن الحسابات والتمويل للحرس الثوري الإيراني.
وفي تموز من عام 2021 أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على “موسوي” بتهمة قمع الاحتجاجات في إيران وانتهاك حقوق الإنسان، وفقا لقانوني ماغنيتسكي وكاتسا.وفي عام 2019 أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب وقال حينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “الحرس الثوري يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب باعتباره أداة من أدوات الدولة”.”
يشار إلى أن القصف الإسرائيلي أمس الاثنين، هو الخامس على محيط السيدة زينب منذ بداية شهر كانون الأول الحالي، إذ وثّقت آخر غارة قبل أسبوع من اﻵن.