أجرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تحقيقاً صحفياً حول الدمار الذي حلّ بقطاع غزة خلال أسابيع جراء القصف الإسرائيلي، مؤكدةً أنه يساوي الدمار الذي لحق بمدينة حلب شمال سوريا على مدى سنوات.
وخلص التحقيق إلى أن دمار غزة حدث بشكل سريع يتجاوز ما حدث في أي حرب وقعت بالمنطقة، بل يتجاوز كل الصراعات والحروب التي اندلعت في القرن الـ21.
وأسقطت الطائرات اﻹسرائيلية آلاف القنابل إلى جانب القصف براً وبحراً، وفي بعض الحالات استخدمت قنابل وزنها يزيد على ألفي رطل، أي نحو طن، ما أدى إلى استشهاد نحو 20258 شخصاً في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 53 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة في القطاع المحاصر.
واعتمد التحقيق على تحليل صور الأقمار الصناعية، وبيانات الغارات الجوية وتقييمات الأمم المتحدة، وإفادات أكثر من 20 شخصاً يعملون في الإغاثة والرعاية الصحية وخبراء في الذخائر والحرب.
وشنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية متكررة واسعة النطاق قرب مستشفيات “يفترض أنها محمية بموجب قوانين الحرب”، وتظهر صور الدمار ومكان الضربات الجوية أنها كانت قريبة من 17 مستشفى على الأقل من بين 28 مستشفى في شمال غزة.
وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميرينا سبولجياريك إيغر، التي قيّمت الوضع في غزة بعد زيارتها مطلع ديسمبر/كانون الأولى: “لا توجد منطقة آمنة.. لا تمر بشارع واحد إلا وترى فيه تدميراً للبنية التحتية بما في ذلك المستشفيات”.
وزعم الجيش الإسرائيلي رداً على تساؤلات للصحيفة الأمريكية، أن عملياته تأتي “رداً على هجمات حركة حماس، حيث يعمل على تفكيك قدراتها العسكرية والإدارية”، وأنه “يتبع القانون الدولي ويتخذ الاحتياطات الممكنة لتخفيف الأضرار التي تلحق بالمدنيين”.
من جهته، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية الأسبق، مايكل لينك، إن “حجم القتلى المدنيين الفلسطينيين في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن، هو أعلى معدل للضحايا المدنيين في القرن الحادي والعشرين”.
وتُبيّن مقارنة الأضرار التي لحقت بغزة حتى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع الأضرار التي لحقت بحلب منذ 2013 حتى 2016، أن حجم الدمار متقارب رغم عدم مرور سوى 7 أسابيع على الحرب في غزة، كما يبلغ عدد المباني المدمرة في غزة ضعف ما جرى في مدينة الموصل العراقية، خلال 9 أشهر من الهجوم عام 2016.
وفي عام 2017، خلال فترة 8 أشهر، كان الدمار في الرقة بسوريا يعادل 40% فقط من الدمار في غزة حتى اﻵن.
يذكر أن ما يقرب من 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85 في المئة من سكان غزة، اضطروا إلى ترك منازلهم، في أكبر نزوح منذ عام 1948، بينما تضرر أكثر من قرابة 38 ألف مبنى في غزة، نحو 30 ألفاً منها في شمال القطاع لوحده.