خاص | حلب اليوم
يعيش السوريون في مناطق سيطرة سلطة الأسد بين نارين وهما الواقع المعيشي السيء وسرقة المساعدات الإنسانية المقدمة من الهلال الأحمر السوري.
والتي باتت تباع علناً في المحال التجارية في الأسواق الشعبية، ما جعل مئات العائلات تفقد آخر مصدر متاح للحصول على المواد التموينية، التي تشهد أسعارها ارتفاعاً باهظاً يتجاوز القدرة الشرائية للنسبة الأكبر من المواطنين.
وبحسب ثلاثة مصادر أهلية تحدثت لـ”حلب اليوم” من جديدة عرطوز بريف دمشق، فإن قضية سرقة المساعدات الإنسانية المقدمة من الهلال الأحمر السوري في مناطق سلطة الاسد، ازدادت بشكل كبير بعد منتصف عام 2023 الجاري.
وتحدثت سيّدة (أرملة ولديها طفلين) -رفضت كشف اسمها لأسباب أمنية- لحلب اليوم، أن الهلال الأحمر حذف اسمها من قائمة المستفيدين، بسبب مشاهدتها لسرقة المساعدات، وإقدامها على تقديم شكوى بحقهم، ليقوم العاملين في الحال على فصلها وحرمانها من حصتها الشهرية”.
وتؤكد السيدة على أن الراتب الحكومي التي تتقاضاه عن زوجها المتوفي، لا يكفي لدفع إيجار الشقة السكنية التي تعيش بداخلها، واصفةً المسؤولين في الهلال الأحمر بـ”العصابات”.
وتتكون السلة الغذائية المقدمة من الهلال الأحمر السوري من “5 كيلو سكر، و10 كيلو رز، و2 كيلو عدس، و5 كيلو حمص إضافة إلى 4 ليتر من الزيت النباتي، وكيلو واحد من الملح”.
من جهتها، التقت مراسلة “حلب اليوم” مع أحد تجار “جديدة عرطوز”، والذي أكّد على أن معظم التجار يتواجدون أمام نقطة التوزيع، بهدف شراء السلل الإغاثية من موظفي الهلال الأحمر.
وأوضح أن السلة الواحدة يتم بيعها حالياً بسعر 350 ألف ليرة سورية، لافتاً أن كل ما يتم توزيع جزء من المساعدات يتم سرقة ما يقارب 300 حصة غذائية على أقل تقدير.
في المقابل، يروي موظف سابق في الهلال الأحمر السوري، أنه على مدار الأيام التي قضاها مع المنظمة شهد حوادث عدّة، تعاون فيها ضباط استخبارات وسياسيين مع موظفين من المنظمة لسرقة مايقرب ب 300 سلة غذائية وإعادة بيع المساعدات لأحد التجار المتعاملين معه.
ولفت الموظف الذي تحفظ عن ذكر اسمه، إلى أن الموظفين الذي يعملون وراء الحواسيب، هم مشاركون أيضاً بالسرقة نتيجة إدخالهم لمعلومات مزورة من شأنها أن تُغطي سرقاتهم، إذ يتم توثيقها على أنه تم استلامها بشكل نظامي.
وبحسب مراسلة حلب اليوم، فإن المساعدات الإنسانية تعد مصدراً مالياً كبيراً لسلطة الأسد، حيث إذ تعمل على تجييرها وتقوم الجهات المتنفذة المتعاونة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بسرقة قسم كبير منها.
يشار إلى أن الجمعيات التابعة لسلطة الأسد كـ”الأمانة السورية للتنمية، وجمعية البستان” تتلقى كميات ضخمة من المساعدات وتقوم بالاستحواذ عليها، ولا يوجد أحد يستطيع محاسبتها أو مراقبتها كونها تابعة للسلطة، وفقاً لمراسلتنا.
وبحسب “برنامج الأغذية العالمي“، فإن متوسط الأجر الشهري في سوريا يغطي حاليا حوالي ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة فقط، وتظهر أحدث البيانات أن سوء التغذية آخذ في الارتفاع، مع وصول معدلات التقزم بين الأطفال وسوء التغذية لدى الأمهات إلى مستويات غير مسبوقة.