لقى عدد من عناصر من قوات سلطة الأسد مصرعهم، أمس الأربعاء 20 كانون الأول، جرّاء انفجار لغم أرضي في بادية تدمر بريف حمص الشرقي، وسط البلاد.
وبحسب مصادر مطلعة لموقع “حلب اليوم” فإن لغم أرضي انفجر يوم أمس في حافلة مبيت عسكرية بالقرب من المحطة الثالثة “T3” من مدينة تدمر شرقي حمص، ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر، وإصابة نحو 10 عناصر آخرين بجروح متفاوتة.
وأوضحت المصادر أن الانفجار أدّى أيضاً لاشتعال مواد نفطية كانت محمّلة بالحافلة، فيما جرى نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى تدمر العسكري الخاضع لسلطة الأسد.
وسبق أن قتل عنصران من ميليشيا “لواء الباقر” المدعومة من قبل الميليشيات الإيرانية، في الثاني من تشرين الأول الماضي، جرّاء انفجار لغم أرضي في سيارة كانوا يستقلونها أثناء مرورها قرب مدينة السخنة بريف حمص الشرقي.
وتشهد المنطقة الممتدة من بادية دير الزور والرقة إلى بادية حمص مقتل العشرات من قوات الأسد، إما بهجمات لتنظيم الدولة أو انفجار ألغام أرضية.
وكانت ذكرت مصادر محلية في الثاني من أيلول الفائت، أن أربعة عناصر من الفرقة 17 أُصيبوا بجروح جرّاء انفجار لغم أرضي بسيارتهم، ببادية معيزيلة بريف دير الزور الشرقي، أثناء تنفيذهم حملة تمشيط في البادية. وأوضحت أن الجرحى نُقلوا إثر الحادثة إلى مشفى المدينة بديرالزور، وهم بـ”حالة خطرة”.
ووفقاً لدراسة أعدّها مركز جسور للدراسات، فإن عمليات تنظيم الدولة تركزت في النصف الثاني من عام 2023 في محافظة درعا، ثم بوادي دير الزور والرقة وحمص وصولاً لمثلث طريق أثريا وانتهاءً بحوالَيْ 17 عملية في دمشق ومحيطها.
وتُشير العمليات التي وثّقها المركز إلى أن التنظيم ركز على العمليات النوعية، سواء عَبْر العبوات الناسفة أو الاغتيال أو الهجوم المباشر، من خلال استهداف حافلات النقل العسكرية أو سيارات الضباط أو سيارات الميليشيات الإيرانية.
ويسعى التنظيم بحسب الدراسة للسيطرة على عقد الطرق الرئيسية والفرعية في البادية؛ حيث تظهر حركة مواقع العمليات التي رصدها المركز، انتشارها بشكل رئيسي على العقد الرئيسية والفرعية في البادية السورية.
مما يشير إلى أن تركيز هجمات التنظيم في هذه المناطق يهدف لبسط النفوذ الناري والقدرة على الاستنزاف على أكبر مساحة ممكنة في البادية السورية، وجعل قواعد التنظيم أكثر قرباً من المدن ذات الكثافة السكانية العالية.
وتؤكد الدراسة أن التنظيم يراعي الظروف المواتية للتحرُّك الأمني والعسكري لعناصره؛ حيث تصاعد النشاط الأمني والعسكري للتنظيم في البادية أثناء انسحاب مجموعات “فاغنر” من حقول النفط والغاز وسط سوريا.
تلا ذلك التحرك المُلاحَظ للميليشيات الإيرانية نحو درعا والقنيطرة في الجنوب السوري خلال “تشرين الأول وتشرين الثاني”، إلى جانب اتِّصاف هذه المساحات بالهشاشة الأمنية ومساحة الحرية الواضحة في التحرك المَرِن فيها عَبْر وسائل متعددة، جرارات، درّاجات نارية، سيارات زراعية، رُعاة أغنام وغيرها.
وخلصت الدراسة التي نشرها المركز أمس /19 كانون الأول/ على ان تصاعُد عمليات التنظيم الميدانية تُشير بوضوح إلى اتساع مساحة تحرُّكه، مما يؤكد زيادة أعداد خلاياه وأفراده المدربين المنخرطين في العمليات، سواء كعناصر تنفيذ أو عناصر إسناد أو أجهزة استخبارات وجمع معلومات وإمداد لوجستي.
مما يعني أنّ التنظيم دخل المرحلة الثانية بعد انتهائه من المرحلة الأولى التي كانت تركّز على إعداد معسكرات تدريبية وتشكيل خلايا نوعية للعمل على مواجهة النظام أو تثبيت نقاط متقدمة في مناطق أقرب للمدن الحضرية من القواعد الجبلية التي ينتشر فيها عناصر التنظيم
يشار إلى أن الهجمات المتكررة للتنظيم (كما تروج سلطة الأسد)، تشير إلى استمرار أنشطته، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات عن سبب تواجده في مناطق سيطرة الأسد وتحديدا الميليشيات التابعة لإيران، دونا عن بقية المناطق، علما أن سلطة الأسد تدعي محاربته، ولكن بقوات غير مؤهلة أصلا لذلك، أم أنها مسرحية لسلطة الأسد من أجل طرح نفسها كجهة مناهضة للتنظيمات المصنفة إرهابية؟ ربما وقد تكون مساحة حرة لدعم التنظيم وتقوية وجوده.