يُمضي الكثير من السوريين في مناطق سيطرة اﻷسد شتاءهم بلا وسائل تدفئة، مع ارتفاع أسعار الديزل والحطب، وتراجع المقدرة الشرائية.
وقد وصل سعر ليتر مازوت التدفئة في “السوق السوداء” التي تمثل المصدر الفعلي للمادة إلى 15 ألف ليرة، في حين أن “السعر المدعوم” هو 2000 ليرة فقط، لكن المخصصات لا تكفي لأكثر من شهر واحد في “أحسن الأحوال”، وفقاً لصحيفة “الوطن” الموالية لسلطة اﻷسد.
وأكدت الصحيفة أن الكثير من السوريين يمتنعون عن شراء مدفأة أو تركيبها في حال توافرها بسبب قلة هذه الكميات، وبالتالي يفضلون بيع المخصصات نظراً لعدم قدرتهم على شراء المزيد منها عند نفادها.
وانخفض ما يسمى “دعم المواطنين بالمحروقات” من 200 ليتر مازوت بشكل تدريجي، وصولاً إلى 100 ليتر على شكل دفعتين، إلا أنه لا يتم توزيع سوى دفعة واحدة سنوياً بمقدار 50 ليتراً فقط، مما يضطرهم للجوء إلى “السوق السوداء” بحسب أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزه.
ويكون ذلك في حال استلمت العائلة تلك المخصصات أصلاً، ففي العام الماضي لم تتجاوز نسبة توزيع الدفعة الأولى أكثر من 40 بالمئة، في حين وصلت خلال العام الحالي إلى نحو 35 بالمئة، وفقاً لحبزه.
كما يواجه السوريون العديد من المشاكل فعند وصول رسالة الاستلام، على المستلم أن يذهب للموزع الذي يكون في الكثير من الأحيان بعيداً عن مكان السكن، وبالتالي سيُضطر لاستخدام وسيلة نقل، ما يعني تكلفة إضافية بالنسبة له، “ناهيك عن مسألة التلاعب بالكميات من الموزعين، إضافة إلى تقاضي أسعار تفوق الأسعار المعتمدة، وبالتالي يكون هذا الدعم عبئاً وليس مساعداً”.
وبالنظر إلى تلك العوائق فإن على الراغب بتأمين مازوت التدفئة، إما أن يلجأ لشراءه من “السوق السوداء” بسعر 15 ألف ليرة لليتر الواحد، أو بيع مخصصاته لتوفير مبالغ مادية تسمح له بشراء وسيلة تدفئة أقل تكلفة وأكثر ديمومة، كالحطب والغاز والكحول وغير ذلك من المواد، أو البقاء بلا تدفئة.
يشار إلى أن ضباط الفرقة الرابعة يسيطرون على أسواق الحطب وعمليات تحطيب اﻷشجار، وعلى المحروقات في “السوق السوداء”، حيث يبيعون مخصصات العناصر واﻵليات، كما يشرفون على خطوط “التهريب”.