خاص | حلب اليوم
كشف القيادي المنشق عن هيئة تحرير الشام “حهاد عيسى الشيخ” الملقب “أبو أحمد زكور“، فضائح عن زعيم الهيئة “أبو محمد الجولاني” بعد فشل الأخير في اقتياده إلى إدلب بعد هجوم مجموعات أمنية للأخير بالتعاون مع فصائل موالية لتحرير الشام على مقره في محيط مدينة اعزاز شمالي حلب، مساء أمس الثلاثاء 19 ديسمبر/كانون الأول.
ما الجديد؟
شهدت ليلة الثلاثاء الماضية، اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة على أطراف مدينة اعزاز شمالي حلب، تبين أنها بين مجموعات تتبع لـ”هيئة تحرير الشام”، وقوات منشقة عنها بقيادة القيادي “أبو أحمد زكور” الذي فرّ قبل أيام لمنطقة اعزاز قبل ظهور الخلاف علانية بينه وبين الهيئة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن مجموعات عسكرية من قوات “النخبة” التابعة للهيئة، وصلت مساء الثلاثاء إلى مدينة اعزاز شمالي حلب، بمساعدة مجموعات من الجيش الوطني السوري التي تتعاون معها شمالي حلب، بهدف اعتقال “أبو أحمد زكور”، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات انتهت باعتقال “زكور” وتوجههم إلى منطقة إدلب.
وأوضحت المصادر أن حاجز مدخل مدينة عفرين شمالي حلب، أوقف سيارات تحرير الشام وأقدموا على فك سراح “زكور” من قبضة الجهاز الأمني وتسليمه للجيش التركي، والذي بدوره نقله إلى منطقة “حور كلس” على الحدود السورية – التركية والتي تعتبر المربع الأمني لفصائل الشمال السوري.
وعقب فشل تحرير الشام في اعتقاله، نشر “زكور” تسجيلات صوتية عدّة -نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي- كشف من خلالها عن جرائم “أبو محمد الجولاني وقيادات رفيعة في تحرير الشام”، من بينها ضلوع الجولاني بالتعاون مع أبو فراس السوري وقيادي آخر يدعى “أبو داوود” في تفجير معبر “أطمة” شمالي إدلب، أثناء تبديل مجموعات الجيش السوري الحر، بالإضافة إلى تفجيرات سيارات مفخخة أخرى في مدينة الأتارب والفوج 46 غربي حلب، أثناء قتالهم مع مجموعات عسكرية من حركة نور الدين الزنكي.
وتوعّد أبو أحمد زكور خلال التسجيلات بكسر شوكة “الجولاني” شمال سوريا، وفضح جرائمه ومحاربته إعلامياً وعسكرياً وعشائرياً.
وخلال التسجيلات أكّد زكور على أنه هو الشخص الوحيد الذي مهد الطريق أمام الجولاني ليكون زعيماً على هيئة تحرير الشام.
https://twitter.com/HalabTodayTV/status/1737463363649605838ما أهمية زكور؟
ويرى أحد المنشقين عن تحرير الشام -فضل عدم ذكر إسمه- أن هجوم تحرير الشام وجرأتها في الدخول على مدينة اعزاز لاعتقال “زكور” يشير إلى تخوف كبير لدى قيادة الهيئة، من فضح “زكور” ملفات كبيرة مطلع عليها بحكم مسيرته الطويلة داخل الهيئة، وتحكمه بملفات حساسة كان يديرها، سواء ضد الهيئة أو المكونات العسكرية الأخرى أو فيما يتعلق بالهيمنة على كل ماهو في المحرر لاسيما اقتصادياً.
وأوضح أن كشف زكور لهذه الملفات سيزيد من حالة التخبط والاضطراب التي تعيشها تحرير الشام بكل مكوناتها، على خلفية استمرار حملات الاعتقال ضمن الجهاز الأمني والكوادر العسكرية وباقي قواطع التشكيل، بتهم العمالة للتحالف الدولي، والتي طالت شخصيات مقربة من “الجولاني” وقياداته الأمنية الكبيرة، وتجاوز عدد المعتقلين وفق المصادر 200 شخص.
فرار زكور
ومنذ مطلع شهر كانون الأول الجاري، كثّفت هيئة تحرير الشام من حملة اعتقالاتها في أرياف إدلب، إذ داهمت منازلاً عدّة اعتقلت من خلالها عناصر يعملون في صفوفها، بينهم قادة عسكريين بتهمة التخابر مع التحالف الدولي وروسيا وسلطة الأسد، بيد أن تحرير الشام تحفظت على نشر أسمائهم أو التحدث عنهم.
وترافقت تلك المداهمات بفرار المدعو “أبو أحمد زكور” من منطقة إدلب إلى منطقة إعزاز ملتجأً صوب أبناء عشيرته، هرباً من قبضة جهاز الأمن التابع لتحرير الشام، خوفاً من مصير مشابه لرفيق دربه “أبو ماريا القحطاني”.
وعزّزت هذه الأنباء وقتئذٍ شهادات محلية من أهالي بلدة رأس الحصن شمالي إدلب، الذي أكّدوا أن مسلحين ملثمين يتبعون لهيئة تحرير الشام داهموا ليلة 12 كانون الأول الحالي، مزرعة أبو أحمد زكور، بالإضافة إلى مقرات مجموعات تتبع له في عدة مناطق أبرزها باتبو بريف حلب الغربي، وعقربات بريف إدلب الشمالي، بهدف اعتقاله.
وأكّد أيضاً وقتها هذه الأنباء ما نشره حساب “أبو يحيى الشامي” على منصة “تلغرام” والذي يشتهر بمتابعة أخبار تحرير الشام وكشف القضايا الخفية عن قيادات الجماعات الإسلامية، أن مجموعات من تحرير الشام اقتحمت منزل أبو أحمد زكور بقيادة الأمني “وسام الشامي” المقرب من الجولاني، والذي يعمل عليه الأخير ليكون بديل عن “زكور”.
وأوضح الشامي حينها في منشوره أن قضية مداهمة منزل زكور ليست بهدف اعتقاله، بل قتله مباشرةً، مؤكداً صدور قرار في أروقة تحرير الشام بقتل زكور، بهدف طي جميع التكتلات التي تعارضه.
من هو أبو أحمد زكور؟
اسمه الكامل “جهاد عيسى الشيخ” ويُطلق عليه لقب “أبو أحمد زكور”، ويعد من أبرز القياديين في “هيئة تحرير الشام” وسابقتها “جبهة النصرة”، ولعب أدواراً مختلفة منذ تأسيسها عام 2012 على الأقل.
يشغل الشيخ منصبا قياديا في “هيئة تحرير الشام” بصفته عضواً في مجلس الشورى، وأميراً على قطاع حلب، والمشرف على المحفظة الاقتصادية للهيئة في الخارج وأذرعها المالية.
وتنوعت أدوار الشيخ بين عدة مناصب، منها منصب الأمير الأمني في “هيئة تحرير الشام” الذي تسلمه في آذار 2022، ومدير العلاقات العامة والتواصل مع القادة العسكريين والذي شغله في تشرين الأول 2022، بالإضافة إلى منصبه كمسؤول مالي للهيئة الذي تسلمه في شباط 2019، وفقاً لبيان صادر عن الخزانة الأمريكية.