خاص | حلب اليوم
مع مواصلة أهالي مدينة السويداء احتجاجاتهم ضد سلطة الأسد لليوم 136 على التوالي، والتي تشهد ازدياداً كبيراً في أعداد المشاركين ومواقف أكثر ثباتاً يوماً بعد يوم، طرأ على المحافظة سلسلة تغييرات جديدة من بينها ظهور أحزاب جديدة وتحرك أخرى.
ولخّص مراسل حلب اليوم أبرز الأحداث التي طرأت على المحافظة خلال الساعات الماضية، والتي ابتداءها بالحديث عن الناحية الأمنية، إذ قال: “إن أحزاباً سياسية جديدة تشكلت في الأيام الماضية داخل المحافظة، والتي اقتصر مهامها على تبني أفكارٍ متعددة، أسفرت عن ظهور تكتلات داخل المحتجين”.
وتطرق مراسلنا إلى عمل مايسمى “حزب اللواء السوري” الذي يسعى جاهداً إلى تسليح أهالي المحافظة بشكل كبير، بحجة محاربة الإرهاب وملاحقة تجار المخدرات في المنطقة.
ويواجه مشروع الحزب معارضةً من جميع الهيئات السياسية والاجتماعية وأهالي المدينة كما تعارضه مرجعيات دينية، وكثيراً ما ينظر إليه بوصفه مشروعاً ببذور انفصالية، يمنح سلطة الأسد وحلفائها ذريعة استخدام القوة العسكرية ضد أهالي المحافظة.
وأشار إلى ظهور تشكيل عسكري جديد في المحافظة تحت مسمى “تجمع أبناء الجبل” والذي بدأ بنشر حواجز مؤقتة في معظم مناطق السويداء بهدف الحدّ من تجارة المخدرات وملاحقة العاملين بها، لافتاً أن “حركة رجال الكرامة” تعمل أيضاً على نصب حواجز مؤقتة لملاحقة تجار المخدرات، ولكنها تقوم بتسليم المقبوض عليهم إلى فرع الأمن الجنائي التابع لسلطة الأسد.
فوضى وعمليات قتل.. عود على بدء!
يروي مراسل حلب اليوم أن عمليات القتل بدأت تأخذ منحة تصاعدية داخل المحافظة بعد غيابها منذ بدء الحراك الشعبي، مشيراً إلى أنها اليوم تتصدّر الواجهة الإعلامية في المدينة من جديد.
واستشهد مراسلنا بحادثة مقتل شابين صباح أمس الأحد 17 كانون الأول الجاري، بعد العثور على جثثهم من قبل أهالي بلدة عرى بريف السويداء، وهما مقتولين برصاص مسلحين مجهولين، أثناء عملهما في إحدى الأراضي الزراعية القريبة من البلدة.
ويؤكد مراسلنا أن جرائم قتل عدّة شهدتها المحافظة منذ مطلع كانون الأول الجاري وجميعها سُجلت “ظروفها غامضة”، منها مقتل المهندس رمزي المحيثاوي، قرب بستانه في ظهر الجبل، ومقتل شابين من عائلة الحجلي جنوبي السويداء.
وتطرق مراسلنا في المحافظة إلى تسجيل ما يزيد عن 10 حوادث نشل خلال أقل من شهر، نفذها مجهولون يستقلون دراجات نارية، وكانت معظم ضحاياها “نساء”، إذ تتم سرقة حقائبهن على الطرق، وفي بعض الحالات، تخللها اعتداء بالضرب على النساء اللاتي حاولن مقاومة اللصوص والمعتدين.
مساعٍ تركية للتنسيق في السويداء
وعلى الصعيد السياسي، كشف مراسل “حلب اليوم” عن اتصالات تجري بين شخصيات معارضة في محافظة السويداء والسلطات التركية، مفادها البحث في سبل التنسيق بين الطرفين، دون الوصول إلى اتفاق أخير بينهما.
وأمّا على الصعيد الاقتصادي، وصف مراسل “حلب اليوم” الوضع داخل المحافظة بـ”السيء”، إذ طرأ ارتفاع جنوني على أسعار الأدوية وباقي البضائع داخل المحافظة، موضحاً أن الأسعار تتفاوت في الجنوب السوري، إذ تعتبر البضائع في السويداء أغلى بنسبة 30 بالمئة من أسعار البضائع في العاصمة “دمشق”.
ويعود سوء الوضع المعيشي وتردي الحالة الاقتصادية لأهالي المحافظة وراء السبب الرئيسي لخروج أهالي المحافظة في احتجاجات ضد سلطة الأسد، وفقاً لشهادات محلية.
ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر، بينما يعاني أكثر من 12 مليوناً منهم من انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة