يدخل الحراك في محافظة السويداء جنوبي سوريا شهره الثالث، الذي يُطالب بإسقاط سلطة الأسد والتغيير السياسي، حيث بدأت الأجهزة الأمنية بالتدخل من خلال أذرعها لنشر “البلبلة” وإرهاب المدنيين.
وقال مراسل “حلب اليوم” في السويداء، اليوم الجمعة، إن الليلة الماضية شهدت سلسلة من الأحداث الأمنية مثل إطلاق الرصاص العشوائي في معظم أحياء المدينة، ورمي قنابل صوتية في جوار ساحة الكرامة، وذلك بعد تسجيل مصور نشره أحد أبرز قادة الميليشيات التابعة لشعبة “المخابرات العسكرية” بحضور شيخ عقل “طائفة الموحدين الدروز”، يوسف جربوع، هدّد فيها المحتجين بالتعامل بالسلاح.
وبدأت التحركات بعد إضراب جزئي نفذه المحتجين الأحد الفائت، حيث حاول قادة الميليشيات افتعال نزاع مع المحتجين أمام فرع حزب “البعث”، لكن تم استيعابهم للحفاظ على سلمية الحراك، حسبما صرّح أحد قادة الحراك في فيديو مصور له.
وأفاد الناشط فهد حوراني في تصريح لـ “حلب اليوم”، بأن “سلطة الأسد تسعى منذ اليوم الأول للحرام، لتطبيق حل أمني، وذلك عبر اقتتال داخلي فصائلي مناطقي مركب، فالميليشيات التابعة لشعب المخابرات ضمن مدينة السويداء تحاول خلق نزاع قائم على (ريف – مدينة)”.
وأضاف الحوراني أن “هذا الحل كان قد صرح به أحد المقربين من السلطة على القنوات الرسمية منذ الأسبوع الأول للاحتجاجات، حيث تحدث عن تعامل أمني داخلي”، محذّراً من بوادر هذا النزاع ستنعكس على الوضع الأمني المترّدي أساساً في المحافظة.
ومنذ عدّة أشهر نشرت “حلب اليوم” تقريراً، تحدثت فيه عن تشكيل فصيل مدينة السويداء بتبعية لشعبة “المخابرات العسكرية”، هدفه خلق نزاعاً بين ريف ومدينة السويداء.
أبو سلمان – اسم مستعار – وهو مقرّب من مجموعات ساحة الكرامة قال لـ “حلب اليوم”: “لا داعي للقلق حول ما جرى، فالحراك مستمر ولن تكون الطلقة الأولى من قبلنا مهما تم استفزازنا، مستمرين بسلميتنا ولكن نحذر بأن العواقب ستكون وخيمة في حال تم التصعيد من قبلهم”.
يُذكر أن الحراك في السويداء مستمر دون توقف منذ 80 يوماً، بمطالب متنوعة طغى عليها الطابع السياسي، حيث يصر المحتجين على رحيل سلطة الأسد والتغيير السياسي، وتطبيق القرارات الأممية، وفقاً لمراسلنا.