أكدت مصادر محلية في محافظة السويداء جنوبي البلاد وقوع حوادث خطف “منظمة” بالقرب من أماكن وجود قوات اﻷسد وحواجزها اﻷمنية، بهدف إثارة نعرات مع محافظة درعا المجاورة.
وذكر موقع “السويداء 24” أن ثلاثة أشخاص تعرّضوا للخطف خلال يوم واحد في حادثتين منفصلتين، واحدة منهما وقعت على طريق تتمركز عليه نقطتا تفتيش لقوات اﻷسد والأجهزة الأمنية في ريف السويداء الغربي.
وأضاف أن الاتصال انقطع مع كل من ناصر محمد المقداد، وعباس فضل المقداد، من أبناء مدينة بصرى الشام في درعا، صباح الثلاثاء 26 أيلول، بعد خروجهما من سوق المواشي في ريف السويداء الغربي، حيث كان صديق ثالث لهم من بصرى، ينتظرهم في قرية المنصورة بالسويداء.
وأوضح الموقع أن “المثير للريبة هو كون الطريق الذي من المفترض أن يسلكه الشابان، لا يستغرق أكثر من 10 دقائق، وعليه حاجزان؛ الأول للجيش، والثاني للأجهزة الأمنية، ولكن مصدراً مقرباً من الشابين قال إن عناصر الحاجزين أنكروا مرور سيارة المفقودين أو مشاهدتهما، ولا يزال مصير ناصر وعباس مجهولاً”.
وفي ريف السويداء الغربي خطف مسلحون مجهولون الشاب مازن البيطار، من أمام منزله في قرية ريمة حازم، مساء الثلاثاء، فبعد أن أغلق محله التجاري في مدينة السويداء، ووصل إلى قريته، اختُطف عقب ركن السيارة في كراج المنزل.
وبحسب المصدر فإن “الملفت في هذه الحوادث أن الغاية المباشرة منها ليست الفدية، وإن كانت من ضمن الشروط المتوقع أن يطلبها الخاطفون في المرحلة المقبلة، فالرئيسي في هذه الحوادث أنها تستهدف أشخاصاً محددين بناء على خلفيات دينية أو طائفية أو مناطقية، لإثارة نزاعات أهلية”.
وبيّن تقرير الموقع أن “المقداد من درعا، والبيطار مسيحي من السويداء، وسبق ذلك، حادثة خطف الشاب فؤاد الخوري من أمام منزله مطلع الشهر الفائت، والذي لا يزال مصيره مجهولاً”، و”تشير ظروف وملابسات عمليات الخطف تلك أن من يقف خلفها جهات منظمة للغاية لا تترك آثاراً خلفها كما درجت عليه عصابات الخطف”.
وتظهر هذه الموجة الجديدة من الخطف – بحسب المصدر – تقنيات جديدة غير مسبوقة من التكتم والتخفي ومحو الآثار، كما أن تصاعد وتيرة هذه العمليات وطريقتها، يشير إلى إمكانية استغلال الأجهزة الامنية المشغلة للعصابات هذا الملف، لإثارة الفوضى في السويداء.
يشار إلى أن مصادر محلية في السويداء ودرعا اتهمت سلطة اﻷسد بإثارة النزاعات والنعرات الدينية بين المحافظتين في أوقات سابقة، عبر عمليات خطف تقوم بها المخابرات من الجانبين.