تقوم شعبة المخابرات العسكرية التابعة لسلطة اﻷسد في دمشق، بتنفيذ إجراءات جديدة، من شأنها إعادة هيكلتها وإعادة ترتيب علاقتها باﻷفرع اﻷمنية، تحت إشراف روسي، وفقاً لمصادر إعلامية.
وبدأت العملية خلال الأسابيع الماضية، حيث تقوم الشعبة بحل وإنهاء بعض الفروع التابعة لها ودمجها مع فروع أخرى أو ضمها للإدارة الرئيسية، بحسب ما نقل موقع “صوت العاصمة” عن “مصدر عامل” ضمنها.
وقال المصدر إن البداية كانت من حل الفرع 216 الواقع في منطقة القزاز بدمشق والمجاور للفرع 235 المعروف باسم فرع فلسطين، ونقل عناصره ومكاتبه إلى إدارة الشعبة، وقد أُخلي مبنى الفرع بالكامل خلال الأسبوع الماضيين، وتم سحب كافة النقاط والمفارز الأمنية التابعة للفرع من المنطقة.
ويُعرف الفرع 216 باسم “الدوريات” وهو مسؤول عن مناطق يلدا وببيلا وبيت سحم، بالإضافة لمخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن، والمناطق المحيطة بالسيدة زينب، والتي انتقلت تبعيتها الأمنية خلال الأيام الماضية إلى فرع المنطقة الذي يحمل رقم 227 وهو المسؤول عن معظم دمشق وريفها وأجزاء من المنطقة الجنوبية لسوريا، والذي “سيتم تحويله أيضاً من فرع مستقل إلى قسم داخل الإدارة” وفقاً للمصدر نفسه.
وكانت روسيا قد بدأت خطة بشأن ذلك في العام 2019 لتغيير بنية الأفرع الأمنية التابعة لسلطة اﻷسد، ولتنظيم عملها الاستخباراتي بعد أنّ أصبحت عقب اندلاع الثورة السورية مجرد تشكيلات منفصلة عن بعضها البعض، وموالية لتيارات وجهات داخلية أو خارجية.
ومن المقرر أن يجري أيضاً حلُّ الفرع 235 المعروف باسم “فرع فلسطين”، وبذلك تتحول الفروع الثلاثة (216، 227، 235) لأقسام ضمن شعبة المخابرات العسكرية في دمشق وسيتم نقل كافة الضباط وصف الضباط والمعدات والأسلحة إلى مقر الشعبة الرئيسي.
بعد ذلك سيجري حلّ فروع أخرى وإعادة دمجها – وفقاً للمصدر – منها الفرع 291 المسؤول عن التحقيق مع المجندين والعناصر وصف الضباط، والفرع 293 المعروف باسم فرع شؤون الضباط والمسؤول عن التحقيق مع الضباط، كما سيتم صهرهما مع فرع التحقيق الرئيسي في الشعبة وإلغاء أي تواجد لهما أو نشاط بصورة مستقلة.
كما أن إجراءات مماثلة سيتم تطبيقها خلال الفترة المقبلة على فرع الأمن السياسي التابع لوزارة الداخلية، إذ سيجري حلّهُ وتحويله إلى قسم ضمن فرع أمن الدولة التابع لإدارة المخابرات العامة.
ولن تقتصر التغييرات التي تشرف عليها القيادة الروسية لإعادة هيكلة أجهزة الأمن والاستخبارات على نقل المقرات أو تغير المسميات، إنما “ستشمل تسريح عشرات الضباط برتب كبيرة ونقل آخرين، بالإضافة لتغيير رؤساء الأقسام الناشئة عن حلِّ وتفكيك الفروع الأمنية”.
وتهدف روسيا وفقاً لمصادر الموقع من خلال تقليص عدد الفروع الأمنية ودمج الفروع ذات الاختصاصات المشابهة إلى إلغاء “العمل العشوائي الذي تمارسه غالبية الأفرع منذ العام 2011″، و”تحديد صلاحيات ومهام واختصاصات كل منها”.
ولفتت المصادر إلى وجود “تغييرات تشمل أساليب ووسائل عمل الأجهزة الأمنية في المستقبل القريب وتزويدها بأنظمة وتقنيات ومعدات لوجستية غير تقليدية”.
يشار إلى أن إيران تسعى لبسط نفوذها أيضاً داخل الأجهزة اﻷمنية التابعة لسلطة اﻷسد، ويوجد في شعبة المخابرات العسكرية ضباط موالون لها، حيث ينقسم جزء كبير من ضباط قوات اﻷسد إلى مرتبطين بطهران وموسكو.