أعاد تقرير تسليط الضوء على ظاهرة بيع النساء لشعرهن في مناطق سيطرة اﻷسد، بسبب ارتفاع معدلات الفقر، وقلة فرص العمل مع غلاء اﻷسعار.
وأكد موقع “تلفزيون الخبر” الموالي لسلطة اﻷسد أن “الظروف الصعبة”، أجبرت النساء على ذلك، حيث أنهن “بعن كل ذي قيمة مسبقاً خلال السنوات العجاف التي تمر بها البلاد”، وتلجأ سوريات لبيع “آخر ما يمتلكن بسبب الحاجة”.
ونقل التقرير عن “سامية 40 عاماً من حي الزهراء بمدينة حمص (اسم مستعار)”، أنها باعت شعر ابنتها الصغيرة بمبلغ 700 ألف ليرة، لتشتري لها قرطاسية المدرسة وحاجياتها الآخرى، فهي زوجة عنصر قتيل من قوات اﻷسد وأم لخمسة أولاد، وموظفة في القطاع الحكومي.
وبحسب “سامية” فإن “أسعار وصلات الشعر تختلف حسب وزنه ولونه، وحسب المحل الذي يشتريها”، منوهاً بأن مبلغ 700 ألف ليرة يعتبر قليلاً، لكن الحاجة له بشكل سريع لذلك دفعتها لقبوله.
من جانبها قالت “عبير 22 عاماً من ريف اللاذقية (اسم مستعار)” إنها “باعت شعرها بمبلغ مليون ونصف لحاجتها لشراء لاب توب من أجل دراستها في كلية الهندسة المعمارية”، حيث اشتراه صالون بعد مساومة، وأضافت بالقول: “لم اتقبل شكل شعري في البداية، وهو قصير لكن بدأت بالتعود عليه، والشعر يطول مع مرور الوقت، لذلك كان القرار سهلاً بالنسبة لي”.
أما مصفف الشعر “رامي” البالغ من العمر (37 عاماً) فقد أوضح أن “أسعار الوصلات تختلف من منطقة لآخرى بحسب نوع وكثافة ووزن الشعر، وتتراوح بين 500 الف و3 ملايين ليرة، وهنالك فرق كبير بين أسعار الشراء والمبيع، حيث يصل المبيع لسعر 5 مليون ليرة”، مؤكداً أن “90 بالمئة من السيدات اللاتي تبعن شعورهن، تكون للحاجة المادية، حيث ارتفع أسعار وصلات الشعر بالفترة الأخيرة كثيراً”.
أما “سامر (اسم مستعار) صاحب أحد مراكز التجميل في جبلة” فقد أكد أن “الأسعار التي تعرض على مواقع التواصل مبالغ فيها، تستغل حاجة الناس، ويختلف سعر شراء الشعر حسب طبيعته إن كان خامة غير مصبوغ أو مصبوغ وقوياً أو لا”، حيث يصل سعر مبيع وصلات الشعر في جبلة بعد حبكتها وتطريفها، ثم تنقيتها، إلى 5 مليون ليرة حسب طلب الزبون.
وأوضح “بسام، صاحب مركز مشهور للشعر في اللاذقية”، أن “أسعار مبيع الوصلات يتراوح بين 250 ألف و4 ملايين ليرة، تختلف حسب طولها ووزنها واللون بالإضافة للقوة”، و “أن الشعر بعد شرائه يمر بعدة مراحل: الحبكة، التنظيف والتعقيم، التصفية، ثم التطريف والتوزيع، وتتراوح تكلفة هذه المراحل بين 25 و150 ألف ليرة سورية”.