تشهد بعض مناطق الشمال السوري بين الحين والآخر، إعلان تشكيلات عسكرية تتضمن انضمام فصائل مع بعضها تحت مسميات جديدة ضمن صفوف الجيش الوطني السوري.
وكانت آخر تلك التشكيلات، “القوة الموحدة” التي أعلن عن تشكيلها الأحد الفائت، في مناطق ريف حلب، وضمّت ثلاثة فصائل عسكرية هي: “فرقة المعتصم”، و”الجبهة الشامية”، و”تجمع الشهباء”.
ويقود “الجبهة الشامية” عزام غريب المعروف بـ “أبو العز سراقب”، و”فرقة المعتصم”، معتصم عباس، بينما يقود “تجمع الشهباء” حسين عساف، المعروف بـ “أبو توفيق”.
الهدف من التشكيل العسكري الجديد
وفي تصريح خاص لـ “حلب اليوم”، أوضح المكتب الإعلامي في “القوة الموحدة”، أن التشكيل الجديد يُعتبر من أكبر التشكيلات العسكرية العاملة في الشمال السوري من الناحية العددية والانتشار الجغرافي.
وأضاف أن عدد مقاتلي التشكيل الجديد يبلغ حوالي 20 ألفاً، ممن تلقوا أفضل التدريبات العسكرية والقتالية اللازمة.
وأشار إلى أن “القوة الموحدة” اعتمدت في تشكيلها على حوامل عدّة أبرزها “الوطني الثوري – العقائدي – العشائري – المناطقي – المجتمعي”، بالإضافة إلى السياسة المتبعة والقائمة على استقطاب النخب والكوادر والكفاءات الوطنية السورية وتمكينها من المفاصل والمراكز القيادية فيها.
ونوّه المكتب الإعلامي في حديثه لـ “حلب اليوم” إلى أن ذلك يهدف إلى ضمان الحفاظ على السلم الأهلي عبر منع تكرار النزاعات المسلحة، نتيجة غياب فاعلية القيادة المركزية وحالات الاستقطاب المستمرة.
وبيّن أن الفصائل الثلاثة تجتمع على المبادئ الأساسية للثورة السورية، بما يضمن تحقيق المصالح العليا للسوريين، وذلك استناداً إلى الإرادة الشعبية والالتحام بالحاضنة الثورية، وانطلاقاً من مبدأ حماية وتعزيز العلاقات بين الثورة السورية والجهات الداعمة لها.
الاقتتال بين الفصائل
أكّد المكتب الإعلامي بـ “القوة الموحدة”، أن التشكيل العسكري الجديد لا يشترك في الاقتتال بين الفصائل المقاتلة والاستنزاف في المناطق المحررة، مهما كان شكله ودوافعه، باستثناء حالة الدفاع عن النفس.
كما لفت إلى أن “القوة الموحدة” تسعى إلى تعزيز فاعلية الجيش الوطني، استناداً إلى تعزيز دور المؤسسات الوطنية السورية وبما يضمن حماية المبادئ والقيم الثورية والارتقاء بالواقع العام للمناطق المحررة.
وجاء ذلك بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعات موالية لـ “هيئة تحرير الشام” وفصائل بالجيش الوطني، في عدّة مناطق بريف حلب، استمرت أكثر من أسبوع، وسط حركة نزوح للأهالي من المنطقة.
وأوضحت مصادر خاصة لـ “حلب اليوم” حينه، أن الاشتباكات دارت بين “تجمع الشهباء” و”الفيلق الثاني” التابع للجيش الوطني في مناطق دابق وكلجبرين وصوران، واحتيملات، والنعمان بريف حلب الشرقي.
فيما تحدثت مصادر أخرى حينها، عن شلل تام في حركة المواصلات والأسواق في القرى التي تشهد اشتباكات عنيفة، في الوقت الذي يستعد فيه الطلاب للذهاب إلى المدارس.
والعام الماضي، سيطرت “هيئة تحرير الشام” على مدينة عفرين وعدّة قرى في ريفها شمالي حلب أبرزها، بلدة كفرجنة بعد اشتباكات مع “الفيلق الثالث” التابع للجيش الوطني، ما دفع حينها “هيئة ثائرون للتحرير” للتحرك والدخول إلى البلدة كقوة فصل وتسلمها حاجز الشرطة العسكرية فيها.