خليل السامح – حلب اليوم
اتسعت رقعة الاشتباكات بين مجموعات موالية لـ “هيئة تحرير الشام” وفصائل بالجيش الوطني السوري في عدّة مناطق بريف حلب، وذلك لليوم السابع على التوالي، وسط حركة نزوح للأهالي من المنطقة.
وبحسب مصادر خاصة لـ “حلب اليوم”، فإن اشتباكات عنيفة اندلعت فجر اليوم الثلاثاء، بين “تجمع الشهباء” و”الفيلق الثاني” التابع للجيش الوطني في مناطق دابق وكلجبرين وصوران، واحتيملات، والنعمان بريف حلب الشرقي.
انتشار للجيش الوطني على الطريق الواصل بين مدينتي اعزاز وصوران شمال حلب
انتشار الجيش الوطني يأتي على خلفية سيطرة مجموعات موالية لهيئة تحرير الشام على مدينة صوران شمال حلب صباح الأربعاء pic.twitter.com/qnYcTwKyZ5
— Halab Today TV قناة حلب اليوم (@HalabTodayTV) September 26, 2023
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات اندلعت بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في شوارع بلدة دابق، ما أسفر عن نزوح عشرات العائلات من المنطقة باتجاه مناطق أخرى يعتبرونها أكثر أمناً.
حركة نزوح لأهالي بلدة دابق شمال حلب بسبب الاشتباكات التي تدور داخلها ومحيطها بين الجيش الوطني ومجموعات موالية لتحرير الشام pic.twitter.com/8MYk2sXG6M
— Halab Today TV قناة حلب اليوم (@HalabTodayTV) September 26, 2023
ولفتت المصادر إلى عدم وجود حصيلة عن أعداد القتلى والجرحى إن كانت من “تجمع الشهباء” أو “الفليق الثاني”.
وأوضحت المصادر أن “الفليق الثاني” تمكّن من صد محاولة تقدّم لمجموعات موالية لـ “هيئة تحرير الشام” مساء أمس الاثنين، على محور النعمان وقرى أخرى على أطراف مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
شلل في الحركة
مصادر أخرى تحدثت لـ “حلب اليوم” عن شلل تام في حركة المواصلات والأسواق في القرى التي تشهد اشتباكات عنيفة، في الوقت الذي يستعد فيه الطلاب للذهاب إلى المدارس.
وأفادت المصادر، بأن الاشتباكات أثرّت بشكلٍ كبير على المدنيين، في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية المترّدية التي تشهدها مناطق الشمال السوري.
معبر “الحمران”
ومنذ أسبوع، بدأت الاشتباكات بين “الفيلق الثاني” ومجموعات موالية لـ “هيئة تحرير الشام”، بهدف سيطرة الأخيرة على معبر “الحمران” في منطقة جرابلس بريف حلب الشرقي.
وتُحاول “هيئة تحرير الشام” بسط سيطرتها على المعبر الاستراتيجي الذي يفصل بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ومناطق الشمال السوري.
كما يُعتبر المعبر الشريان الرئيسي لدخول المحروقات من مناطق سيطرة قوات “قسد” إلى مناطق الجيش الوطني السوري.
وبعد الاشتباكات، شهدت المنطقة استنفاراً عسكرياً للقوات التركية، التي لم تتدخل بشكلٍ مباشر في الاشتباكات، لكنها أوقفت دخول أرتال لـ “هيئة تحرير الشام” إلى مناطق ريف حلب.
والعام الماضي، سيطرت “هيئة تحرير الشام” على مدينة عفرين وعدّة قرى في ريفها شمالي حلب أبرزها، بلدة كفرجنة بعد اشتباكات مع “الفيلق الثالث” التابع للجيش الوطني، ما دفع حينها “هيئة ثائرون للتحرير” للتحرك والدخول إلى البلدة كقوة فصل وتسلمها حاجز الشرطة العسكرية فيها.
تحذيرات من تمدّد “تحرير الشام”
وكانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” قد حذّرت في تقريرٍ لها في تشرين الأول 2022، من تمدّد “هيئة تحرير الشام” في مناطق ريف حلب الشمالي، مشيرةً إلى أن أي مشاركة أو طريقة في دعم أو تمويل أو تشجيع مساعدة الهيئة يُعتبر سبباً كافياً لإدراج الأفراد والكيانات على قوائم “مجلس الأمن للإرهاب”.
وطالبت الشبكة الحقوقية حينها الفصائل المقاتلة بالتوحد لطرد “تحرير الشام” من كافة الأراضي السورية لما في ذلك من تهديد جوهري لكافة أبناء الشعب السوري، كما يحمل مخاطر عديدة على أبناء المناطق المسيطرة عليها.