تواصل الطائرات الحربية الروسية قصف المدنيين، وتدمير البنى التحتية في شمال غربي سوريا، ما أدى ﻹلحاق أضرار كبيرة بالمنطقة ونزوح عشرات آلاف السكان وخسائر بشرية ومادية.
وذكرت منظمة “الدفاع المدني السوري” في تقرير بعنوان (روسيا تواصل نشر الموت في ريف إدلب) أن تصعيد الهجمات خلال الأيام الماضية واستهداف الأسواق ومنازل المدنيين والمشافي والمدارس، أدى لمقتل وإصابة نحو 260 مدنياً.
ولقيت امرأة حتفها ليلة أمس تحت أنقاض منزلها وأصيب زوجها، كما أصيب رجل آخر، بعد غارات جوية مكثفة للطائرات الحربية الروسية استهدفت بلدات وقرى في منطقة جبل الأربعين قرب أريحا في ريف إدلب الجنوبي، في وقت متأخر من مساء الجمعة.
وانتشلت فرق اﻹنقاذ جثمان المرأة – والدة أحد متطوعي الخوذ البيضاء – من تحت الأنقاض بعد ساعتين من العمل في المكان، وسط صعوبات كبيرة بسبب التحليق المكثف للطائرات الحربية الروسية وشنها غارات جوية على مناطق متفرقة من ريف إدلب، بالتزامن مع تحليق لطائرات الاستطلاع.
وفي قرية بلشون جنوب إدلب أصيب مدني بجروح إثر غارة جوية من قبل الطائرات الحربية الروسية في الوقت نفسه من مساء أمس، كما استهدفت الغارات الجوية الروسية أيضاً محيط قرى أحسم وجوزف وجنوبي بليون في الريف نفسه ولم “تتلقَ فرق اﻹنقاذ بلاغات بوجود مصابين”
وكانت الطائرات الحربية الروسية قتلت طفلاً واحداً وأصابت طفلين آخرين في 6 تشرين الأول الحالي؛ جميعهم من عائلة واحدة، واثنان منهم شقيقان، جراء غارات على الأحياء السكنية في قرية جفتلك حج حمود في ريف جسر الشغور غربي إدلب، كما استهدفت في نفس اليوم أحياء بلدة بداما في ريف جسر الشغور الغربي ما تسبب بإصابة 14 مدنياً بينهم 4 أطفال و 4 نساء بجروح.
وضربت الغارات مزرعتين لتربية المواشي والدواجن في 7 تشرين الأول، إحداهما على أطراف قرية كورين جنوبي إدلب، والثانية على أطراف مدينة سرمين، مسببةً دماراُ وخسائر مادية بإحدى المزرعتين، دون وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
واستخدمت روسيل وقوات اﻷسد أسلحة حارقة وعنقودية محرمة دولياً، في تصعيد “خطير وممنهج” على شمال غربي سوريا خلال خمسة أيام امتدت بين 4 حتى 8 تشرين الأول، ما أدى لمقتل 46 مدنياً بينهم 13 طفلاً و9 نساء، وجرح 213 مدنياً بينهم 69 طفلاً و41 امرأة، ومن بين المصابين متطوعان من “الدفاع المدني السوري”.
وطالت الهجمات الممنهجة 50 مدينة وبلدة في ريفي إدلب وحلب، و”هدفت لقتل أكبر عدد ممكن من السكان بتعمد استهداف الأماكن المكتظة وتدمير البنية التحتية والمرافق العامة واستهداف فرق الدفاع المدني السوري والعمال الإنسانيين، التي تنص كافة المواثيق الدولية على تحييدها، بهدف تهجير المدنيين وتدمير كافة أشكال الحياة التي تدعم استقرارهم” وفقاً لتقرير “الخوذ البيضاء”.
واعتبرت المنظمة أن “تغاضي المجتمع الدولي عن جرائم روسيا في سوريا و إفلاتها من العقاب، جعلها تصدر سياستها التي تهدف في الدرجة الأولى القتل، إلى دول أخرى دون رادع عن كل الجرائم”.