حذّر فريق “منسقو استجابة سوريا” من تداعيات سلبية كبيرة على اﻷهالي بسبب الوضع الذي خلفته حملة القصف اﻷخيرة على الشمال الغربي، مطالباً المنظمات المعنية بالقيام بدورها، وإرسال الوفود للاطلاع على الواقع، ومنتقداً تراجع الدعم اﻹغاثي.
وأكد الفريق في تقرير نشره اليوم اﻷربعاء أن على المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة والوكالات الدولية الاستجابة للنازحين في المنطقة، وخاصة مع بدء دخول فصل الشتاء وزيادة أعداد النازحين ضمن المخيمات ومراكز الإيواء ومنعهم من العودة إلى منازلهم.
ونوّه بأن الخروقات المستمرة لقوات اﻷسد في المنطقة وغياب أي ضمانات لعدم عودة التصعيد العسكري على شمال غرب سوريا، يضعان مسؤولية على المنظمات العاملة بالمنطقة لدعم النازحين.
وعقب استئناف دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا (جاء ذلك بعد اتفاقيات الأمم المتحدة مع عدة جهات بما فيها سلطة اﻷسد)، “لوحظ انحدار نسبة أعداد الشاحنات الأممية الواصلة إلى المنطقة، حيث سُجلت خلال الفترة الواقعة بين 19 أيلول و العاشر من أكتوبر 109 شاحنات فقط، مقارنة بعدد 840 شاحنة إغاثية خلال الفترة نفسها من العام السابق”.
ووفقاً للتقرير نفسه فإن فترة التصعيد العسكري على محافظة إدلب وريفها من قبل قوات اﻷسد وروسيا، شهدت خلال فترة الواقعة بين الخامس والعاشر من أكتوبر ، دخول 33 شاحنات فقط، مع وقف دخول الوفود الأممية، على الرغم من الحاجة الماسة للمساعدات التي يجب أن تغطي المنطقة بالتزامن مع موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها والتي تجاوز العدد فيها ثمانين ألف نازح.
وحثّ “منسقو الاستجابة” الوكالات الدولية والأمم المتحدة على عودة الوفود إلى الداخل السوري، لمعاينة ما خلفه استهداف المناطق السكنية والمنشآت التي تقدم خدماتها للمدنيين، والعمل على معاينة الاحتياجات الإنسانية بشكل فعلي، كما طلب من المنظمات الإنسانية تقديم المساعدة العاجلة والفورية للنازحين في مختلف مواقع النزوح الحالية الواقعة في شمال غربي سوريا.
وطالب التقرير كافة المنظمات والهيئات الإنسانية بالمساهمة الفعالة في تأمين احتياجات النازحين ضمن المخيمات بشكل عام، والعمل على “توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً (الأطفال، النساء، كبار السن)، ومحاولة عدم تكرار الأخطاء الماضية من حيث الانتظار ريثما تنتهي الحملات العسكرية وعودة بعض الأهالي إلى مناطقهم، وتأقلم القسم الآخر مع واقع النزوح”.
وكانت حملة القصف الواسعة على الشمال الغربي خلال اﻷيام الماضية، قد خلّفت عدداً كبيراً من الضحايا أكثرهم من اﻷطفال والنساء، فضلاً عن دمار واسع في المشافي والنقاط الطبية والمدارس.